المقالات

ارفع راسك أنت عراقي..!

1252 2014-05-12

مالك المالكي

طالما ألحت علي الممارسات والإعمال التي يمارسها أبناء بلدي أن اكتب بواقعية، لكن بصراحة كنت أخشى أن اظلم شعبي، كذا أخشى ردود الأفعال.
لكن اليوم بعد أن وضعت الانتخابات أوزارها ونحن بانتظار إعلان نتائجها، وصلت إلى قناعة بأن ما اعتقد صحيح بالكامل، والأدلة كلها على مر التاريخ تسند اعتقادي. 
إذا عدنا للتاريخ نجد أن أسلاف هذا الشعب مهما قيل عنهم قتلوا أو قتل بينهم ست من الأئمة المعصومين، وارتكبت على أرضهم وعلى مرأى ومسمع منهم أبشع جريمة في التاريخ وهي قتل الإمام الحسين وال بيته وسبي نسائهم، 
كذا سجل لهم التاريخ أنهم كانوا الأكثر عصيان لأولياء أمرهم الشرعيين، حتى خاطبهم أمامهم ملئتم قلبي قيحا، نترك التاريخ القديم، لنتناول التاريخ الحديث. 
انقسم أسلاف هذا الشعب بين الأتراك العثمانيين وبين الفرس الصفويين، عندما يسقط البلد بيد الصفويين ينتعش الشيعة ويظلم ويمتهن السنة، وعندما احتل العثمانيون البلد انتعش السنة واضطهد الشيعة. 
بعدها جاء البريطانيون قاومهم الشيعة، ومجالس عزاء ضحايا ثورة العشرين من أبناء وسط وجنوب العراق مازالت منصوبة، حتى كان أهل الغربية يفاوضون المحتل ويشكلوا حكومة تحت رعاية المحتل. 
وتستمر مسيرة فوضى هذا الشعب، حتى تأسيس الجمهورية ليتقتل الملك وعائلته وهو في طريقة ليخرج من القصر الملكي بلا مقاومة، وتشكل الجمهورية على يد العسكر بقيادة عبد الكريم قاسم، ثم ينقض عليه البعث والشعب العراقي يتفرج لا بل ويخرج بتظاهرة مؤيدة وترتفع البيارق ويدوي الهتاف ( نشد راية ويا ألبعثي). 
تمر الأيام لينقلب اللقيط صدام على البكر، ويسوم هذا الشعب الويل والثبور، خاصة بالنسبة للكورد والشيعة في حين كان معظم السنة يتنعم في خزنة السلطان أو على الأقل كانوا يعيشون بأمن وأمان، وبعد انهياره على يد أسيادة، بكاه السنة دون مراعاة لأهات وأحزان أخوانهم وشركائهم بالوطن. 
وأصبح الكثيرون منهم أدوات بيد القوى الإقليمي لمعادية للوضع الجديد في العراق لأسباب طائفية، وهكذا استغل الساسة الصغار غباء وجهل وعشوائية هذا الشعب، لتعلوا نبرتهم الطائفية علنا تحت ذريعة الدفاع عن طائفتهم، لكن في الحقيقة كل منهم يتاجر بجراح وحاجات طائفته ليسوق نفسه خاصة في مواسم الانتخابات، 
ليختم هذا الشعب الغريب اليوم برزية انتخاب الفاسد والسارق وراعي الإرهاب، ومن منعت المرجعية علنا إعادة التصويت لهم والتبرير انه يواجه الإرهاب دون التفات الى ما يعانيه أبناء جلدتهم من أسرى الإرهاب، الذي سخرته الحكومة لغرض الاستغفال، وليتحول الفاشل إلى حامي حمى الشيعة، وتتحول المرجعية حاشاها إلى جاهلة بمصالح الشيعة..! 
وسرعان ما ظهرت الحقيقة لتتوالى الإنباء عن هروب الإرهابيين إلى خارج والفلوجة الانبار..! وتشن الحكومة هجوم من عدة محاور لتحرير الفلوجة، دون أن يسأل العراقي نفسه لماذا الآن يهرب الإرهابيين خارج الفلوجة..؟ ولماذا لم يهربوا قبل الانتخابات.؟ 
اختم وأقول للعراقي على ماذا ترفع رأسك وذاك تاريخك وهذا حاضرك..؟ على ماذا ترفع راسك وانته تنظر شرقا وغربا كي يحدد من يسلط عليك دون أن تحرك ساكن..؟ على ماذا ترفع راسك ولم تتمكن مرة أن تختار حاكم إلا ظالم أو فاشل أو صنيعة..؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك