المقالات

وانتصرت الدنيا على الدين

1807 18:46:33 2014-05-04

 سلام محمد علي

وانا اراقب سير عملية الانتخابات البرلمانية في العراق منذ اكثر من ثلاث شهور وخصوصا قبل شهر تقريبا , اي عندما اٌطلق عنان الدعاية الانتخابية , واصبح كل حزب بما لديهم فرحون , وكل كيان او مرشح يقدم مشروعه السياسي في هذه الانتخابات وبطريقته الخاصة , وتصاعدت الاصوات كلما اقترب موعد الانتخابات , والذي ميز هذه الانتخابات عن سابقتها دخول المرجعية الدينية على الخط , وهذه المرة المرجعية الدينية لمحت وصرحت , لمحت عن طريق وكلائها في كربلاء المقدسة وتحديدا في صلاة الجمعة عندما  حثت الناس على ضرورة التغيير واستبدال الوجوه التي لم تجلب الخير للعراقيين , في اشارة واضحة الى المالكي وحكومة المالكي , وصرحت على لسان المرجع الكبير اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي حيث بثت له القنوات التلفزيونية لقاء تحدث به بصريح العبارة "ان المالكي في تصرفاته يشبه تصرفات المجرم صدام وانه استاثر بالحكم ولم يقدم الخدمة للمواطنين وقاد الجيش الى معركة خاسرة بدون تخطيط" , ووجه الناس الى انتخاب قائمة المجلس الاعلى في اشارة منه ان السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ووصفه "هو ابن المرجعية وهو الذي لديه مشروع يمكن الاعتماد عليه" .

وهنا اصبح الجمهور الشيعي امام اختبار عظيم , صحيح ان فتوى الشيخ النجفي سارية المفعول على مقلديه , الا انها من وجهة نظر فقهية اخرى , سارية المفعول على مقلدي السيد السيستاني والشيخ اسحاق الفياض لانهم في توجيهاتهم للناس من خلال البيانات التي اطلقوها حددوا بشكل واضح ( الرجوع لذوي الخبرة في تشخيص الاصلح ) والشيخ بشير النجفي يعتبر من اهل الخبرة لما يمتلكه من قدرة على التشخيص وكذلك استنباط الحكم كونه مرجع من المراجع الاربعة واحد اعمدة الحوزة العلمية في النجف الاشرف , وهنا حصلت مفارقتان مهمتان وخطرتان , الاولى : هي ان استجابة الناس لنداء المرجعية لم تكن فاعلة , بحيث بامكانها تغيير موازين المعادلة وقلب الطاولة على المالكي , وجعله في قفص الاتهام والمسائلة ’ بل العكس هو الصحيح ’ فقد وضعت الناس المرجعية في قفص الاتهام والمسائلة واعتبرت تلميحها وتصريحها تدخل في الشان السياسي , وبهذا الموقف فصلوا الدين عن السياسة , وجعلوا من المالكي ومجموعته الفاسدة مراجع لهم في الشان السياسي , لا لشئ , سوى ان المالكي استطاع ان يضرب على وتر ميول الناس المادي والدنيوي بما قدمه مرشحوه من هبات وعطايا من خالص المال العام ووعود كاذبة , كما فعلوها في الدورة السابقة فإنجر الناس وراء الدنيا وتركوا الدين وراء ظهورهم فانتصرت الدنيا على الدين , وهنا صدقت مقولة امير المؤمنين عندما قال ( دينهم دنانيرهم وقبلتهم نسائهم ) , وصدقت مقولة اللعين معاوية ابن ابي سفيان عندما ارسل برسالة الى الامام علي (ع) بيد احد اصحاب الامام ذكر فيها ( اقاتلك باناس لايفرقون بين الناقة والجمل ) .

والمفارقة الثانية :  ان المرجعية الدينية اقحمت نفسها في معركة خاسرة لم تكن قد اعدت لها العدة اللازمة , فموقفها من العملية السياسية لم يكن واضحاً بالشكل المطلوب , ومعتمديها لم يكن مسيطر عليهم بشكل كامل في المواقف السابقة , رغم انها في هذه المرّة القت حجتها على الناس ولم تترك اي فرصة للتشكيك .

ان المرجعية الدينية وضعت نفسها في تحدي كبير ومسؤولية اكبر بعد هذه التجربة , حيث بينت هذه التجربة المعدن  الحقيقي للناس , والحق يقال ان الخلل بالناس وليس بالمرجعية , ولكن التحدي الذي تواجهه المرجعية الرشيدة في هذه المرحلة , هو كيف تستطيع ان تشكل فرق عمل جوالة توعي الناس وترفع عن اذهانهم اشكاليات فصل الدين عن السياسة , وعند ذلك لن تحتاج الى خطب جمعة لتوضيح المواقف .

ان واحداً من الخيارات المطروحة لمعالجة هذا الخلل الكبير في ثقافة الناس , هو ان تتبنى المرجعية الدينية مشروعاً سياسياً ناضجاً بالاعتماد على الكفاءات الكبيرة والنزيهة التي تمتلكها القاعدة الجماهيرية الشيعية الموالية للمرجعية سواءاً بالاعتماد على السيد عمار الحكيم باعتباره الاقرب الى توجهاتها او ايجاد بدائل هي تراها مناسبة من خلال مجساتها العديدة والمتنوعة , وعندها سوف تكون حجتها داحضة وانصارها متسلحون بالوعي الكافي للاستجابة لتوجيهاتها , وتبقى المرجعية الدينية هي التي تعين المصلحة وهي التي تقدر الموقف المناسب لاننا اتباعها ومقلديها وناتمر بامرها ونطيعها ونعتبر الذي حصل في المفارقين التي طرحتهما في هذه السطور هو محك اختبار لثقافة الناس , ولكي نستطيع ان نجعل الدين ينتصر على دنيا العراقيين , نحتاج الى عمل كبير ودؤوب للدفاع عن مقام المرجعية الرفيع .

20/5/140504

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن المرجعية البار
2014-05-06
قال صاحب المقال ( وهنا حصلت مفارقتان مهمتان وخطرتان , الاولى : هي ان استجابة الناس لنداء المرجعية لم تكن فاعلة , بحيث بامكانها تغيير موازين المعادلة وقلب الطاولة على المالكي , وجعله في قفص الاتهام والمسائلة بل العكس هو الصحيح فقد وضعت الناس المرجعية في قفص الاتهام والمسائلة واعتبرت تلميحها وتصريحها تدخل في الشان السياسي , وبهذا الموقف فصلوا الدين عن السياسة , وجعلوا من المالكي ومجموعته الفاسدة مراجع لهم ) اقول استجابة الناس يا صاحبي لم تكن فاعلة لعدم وثوقهم بان موقفق الشيخ بشير النجفي جاء منسجما مع موقف المرجعية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني الذي اصر وحتى اللحظات الاخيرة - رغم تاكيده على المشاركة الفاعلة في الانتخابات لاحداث عملية التغيير -على عدم التدخل في تشخيص ما ينتخبه الناس واكد مرارا ان الخيار هو خيار الناس مضافا ان المرجع الشيح الفياض اصدر بيانا مماثلا والسيد محمد سعيد الحكيم فقد آثر السكوت -مكتفيا بما صدر عن المرجعية العليا- والا اذا كان الناس لا تطيع المرجعية كما تزعم وتفصل الدين عن السياسة !!! لماذا نجدهم في كل دورة انتخابية يطرقون باب المرجعية ليعرفوا تكليفهم الشرعي وانتخاب الناس لفائمة المالكي لا لانهم جعلوه مرجعا لهم كما تدعي بل لان المالكي استطاع ان يقنعهم بذكاء انه (مختار العصر ) وان فشل حكومته في الجانبين الامني والخدمي ناشيء من عرقلة حلفائه الشيعة فضلا عن خصومه لمشاريع الحكومة (مع تحفضنا طبعا بل ورفضنا الشديد لهذه الدعاوى ) وانه مقبل على تصحيح الاوضاع بطرحه لمشروع (حكومة الاغلبية السياسية) ولكن دعني اسالك ماهي اهم نقطة في مشروع وخطاب ائئتلاف المواطن ان ساجيبك انها (دعم المرجعية) و ( انهم الاقرب الى المرجعية ) و ( وانهم المقصودون بدعوة المرجعيةالى التغيير) وكلها لم تثبت عن المرجعية العليا وفال الكاتب ايضا ( والمفارقة الثانية : ان المرجعية الدينية اقحمت نفسها في معركة خاسرة لم تكن قد اعدت لها العدة اللازمة , فموقفها من العملية السياسية لم يكن واضحاً بالشكل المطلوب , ومعتمديها لم يكن مسيطر عليهم بشكل كامل في المواقف السابقة , رغم انها في هذه المرّة القت حجتها على الناس ولم تترك اي فرصة للتشكيك .) اقول :-المرجعية لم تحقم نقسها في معركة خاسرة وام يكن موقفها ضبابيا بل جاء واضحا جليا وعالى خلاف تطلعات حزب المالكي وكذلك حزب الحكيم فدعوتها للتغيير تقلق مضجع المالكي وعدم تدخلها في التشحيص بدد احلام الحكيم وحزبه وهذا بسبب التعقيد في المشهد السياسي الراهن وليس ذنب المرجعية واذا كان بعض معتمدي المرجعية خرج السيطرةكما انت تقول فان اتفق معك ولكن من خرج منهم عن السيطرة من تدخل في تشحيص فائمة ائئتالف المواطن عالى انها خيار المرجعيةنعم اتهم من ينقل موقف المرجعية الدقيق بالحرف الواحد بانه يميل الى حزب المالكي وهذا هو الظلم بعينه وقل ايضا (ان واحداً من الخيارات المطروحة لمعالجة هذا الخلل الكبير في ثقافة الناس , هو ان تتبنى المرجعية الدينية مشروعاً سياسياً ناضجاً بالاعتماد على الكفاءات الكبيرة والنزيهة التي تمتلكها القاعدة الجماهيرية الشيعية الموالية للمرجعية سواءاً بالاعتماد على السيد عمار الحكيم باعتباره الاقرب الى توجهاتها او ايجاد بدائل هي تراها مناسبة من خلال مجساتها العديدة والمتنوعة , وعندها سوف تكون حجتها داحضة وانصارها متسلحون بالوعي الكافي ) اقول بعد ما اوضحناه ليس في موقف المرجعية اي خلل ولا في انقياد الناس اي عيب بل الخلل في المشهد السياسي المعقد جدا ولا تحتاج المرجعية منك ان ترشح لها شخصيات من طراز سوبر مان او بربا شاطر اللذي هو اعظم ساحر وعتبي على موقع براثا اللذي يدعي ماسسوه الذوبان والادنكاك في المرجعية لسماحهم بنشر هكذا مقالات مسيئة لمقام المرجعية العليا والسلام
المغترب النجفي \ كندا
2014-05-04
بعد هذا الاختبار قد سقط الكثير من غربال المرجعيه ولاننسى انهم قبل عدة اشهر كانو ينادون ياحسين ولبيك ياحسين بحماس وسيعودون مرة اخرى بنفاقهم انهم اصحاب عقيده ودين وولاء لاهل البيت عليهم السلام وتحت طاعة المرجعيه وشعارهم تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني ولكن هل سئلو انفسهم مامعنى لبيك ياحسين اليس احد مصاديقها هو طاعة المرجعيه ولبيك يامرجعيه وهم من يمثلون هذا الخط في زمن الغيبه هذا ... اليس هذا نفاق وانهم ليس عندهم طاعه وولاء لهذه العقيده والاكثر من هذا قد نشا عندنا جيل ببركة دولة القانون يهاجم ويشتم ويسب المرجعيه وهم ينادون ياحسين وانا اقول ( ان معاداة المراجع راجع للمراضع ) . التاريخ يحدثنا بمثل هذه المواقف مع ائمة اهل البيت عليهم واظنهم يعرفونها ويحفظونها ولكن هل اتعضوا منها الى الان ليس متعضين والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين . كنت استغرب ان بخروج الامام المنتظر روحي لمقدمه الفداء يقاتله بعض الشيعه ومنهم البتريه والشيصباني في ساحات الكوفه ويصدونه ويعترضون على مجيئه اليهم كمخلص ولكني ار اليوم هذه العلامات قد تحققت قبل خروجه الينا . اغلب الناس لادين لهم ولاورع ولاتقوى هم اهل دنيا وقد باعوا اخرتهم برضى الفاسدين والظالمين والفاشلين اصحاب الجرائم لنفع دنيوي وحتى من بعض اصحاب العمه ويدعون انهم من خط المرجعيه بالامس يقولون عن الحكم الحالي انه حكم حنبلي واليوم يحث على قبوله من اجل دينار سحت ... واثني على صاحب المقال كان ينطق بالحقيقه وفي مايدور في مخيلتي وشكرا لكل قلم يكتب الحق .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك