المقالات

الخطيئة الكبرى

1306 01:12:20 2014-04-29

مديحة الربيعي

عادة ما تقسم السلطات, في معظم الدول العربية وألاوروبية, بين رئيس الجمهورية, ورئيس الوزراء, فيتولى رئيس الجمهورية أدارة الجيش وما يتعلق بالقوات ويكون على تواصل مع وزير الدفاع والداخلية, فيمكن أن يقال أن القوة تتركز بيد الرئيس, وتقسم السلطات بينه وبين رئيس الوزراء.
الشؤون التي تتعلق بألاعمار والبناء, وتكون من أختصاص رئيس الوزراء وهذا يعني أن المال وخزينة الدولة تكون تحت أمرته, هذا هو النظام السائد, في أغلب الدول, إما في العراق, فنجد أن القوة والمال مجتمعة معاً بيد رئيس الوزراء, فهو يشرف على الوزارات العسكرية, ويديرها بنفسه بسبب نظام الوزير بالوكالة, بالاضافة إلى تحكمه الكامل بخزينة الدولة.
أن تتركز السلطة بأكملها, بيد شخص واحد, هذا معناه تكريس الدكتاتورية, وأطلاق يد من يتسلم, منصب رئاسة الوزراء, الصلاحيات المطلقة, التي لا ينافسه فيها أحد, فيصبح الحاكم والمتحكم ألاوحد, والمسيطر على مصير البلاد والعباد, بينما تبقى صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة, ولا يعدوا ذلك المنصب أن يكون فخرياً فقط, وتلك خطيئة كبرى, بأن تجعل القوة والمال بيد رئيس الوزراء.
التجربة المصرية, وإفرازاتها التي تمثل تحرر الجيش والقوات ألامنية من سيطرة رئاسة الوزراء, والتي أدت إلى ثورة حصد الشعب المصري ثمارها, وتخلص من نير تسلط ألاخوان, حين قرر الجيش الوقوف مع الشعب, ومساندته في ثورته, فالجيش حر يملك قراره, ولا يمكن أن يسيطر عليه, وهذا ما يجعله حقاً قوةً فعالة في حماية الشعب والوطن.
كيف يمكن أن تعطى مفاتيح السلطة, بكل مكوناتها العسكرية والمالية بيد شخص واحد, ونضمن أنه لن يكون دكتاتوراً؟ ولماذا لا نستفيد من تجارب الدول ألاخرى في توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حتى لا نضع كل العنب في سلة واحدة؟ ولماذا لا نغير تلك القرارات التي تمنح السلطات لشخص واحد, فتصنع منه دكتاتوراً بأمتياز؟.
ألاصرار على أبقاء الصلاحيات, بيد رجل لن يفرز تجربة مختلفة, في أدارة البلاد في سنوات ما قبل 2003, والتي كانت تجربة فاشلة, مثلت الدكتاتورية بأبشع صورها, وما تبعها من تجربة خلال السنوات العشر المنصرمة, لم تختلف كثيراً عن سابقتها, أن لم يتم فصل القوة عن المال, وتوزيعها بين رئيس الجمهورية, ورئيس الوزراء حتى لا تتوالى التجارب الفاشلة, ولنعمل على تصحيح الخطيئة الكبرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك