المقالات

الخطيئة الكبرى

1474 2014-04-29

مديحة الربيعي

عادة ما تقسم السلطات, في معظم الدول العربية وألاوروبية, بين رئيس الجمهورية, ورئيس الوزراء, فيتولى رئيس الجمهورية أدارة الجيش وما يتعلق بالقوات ويكون على تواصل مع وزير الدفاع والداخلية, فيمكن أن يقال أن القوة تتركز بيد الرئيس, وتقسم السلطات بينه وبين رئيس الوزراء.
الشؤون التي تتعلق بألاعمار والبناء, وتكون من أختصاص رئيس الوزراء وهذا يعني أن المال وخزينة الدولة تكون تحت أمرته, هذا هو النظام السائد, في أغلب الدول, إما في العراق, فنجد أن القوة والمال مجتمعة معاً بيد رئيس الوزراء, فهو يشرف على الوزارات العسكرية, ويديرها بنفسه بسبب نظام الوزير بالوكالة, بالاضافة إلى تحكمه الكامل بخزينة الدولة.
أن تتركز السلطة بأكملها, بيد شخص واحد, هذا معناه تكريس الدكتاتورية, وأطلاق يد من يتسلم, منصب رئاسة الوزراء, الصلاحيات المطلقة, التي لا ينافسه فيها أحد, فيصبح الحاكم والمتحكم ألاوحد, والمسيطر على مصير البلاد والعباد, بينما تبقى صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة, ولا يعدوا ذلك المنصب أن يكون فخرياً فقط, وتلك خطيئة كبرى, بأن تجعل القوة والمال بيد رئيس الوزراء.
التجربة المصرية, وإفرازاتها التي تمثل تحرر الجيش والقوات ألامنية من سيطرة رئاسة الوزراء, والتي أدت إلى ثورة حصد الشعب المصري ثمارها, وتخلص من نير تسلط ألاخوان, حين قرر الجيش الوقوف مع الشعب, ومساندته في ثورته, فالجيش حر يملك قراره, ولا يمكن أن يسيطر عليه, وهذا ما يجعله حقاً قوةً فعالة في حماية الشعب والوطن.
كيف يمكن أن تعطى مفاتيح السلطة, بكل مكوناتها العسكرية والمالية بيد شخص واحد, ونضمن أنه لن يكون دكتاتوراً؟ ولماذا لا نستفيد من تجارب الدول ألاخرى في توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حتى لا نضع كل العنب في سلة واحدة؟ ولماذا لا نغير تلك القرارات التي تمنح السلطات لشخص واحد, فتصنع منه دكتاتوراً بأمتياز؟.
ألاصرار على أبقاء الصلاحيات, بيد رجل لن يفرز تجربة مختلفة, في أدارة البلاد في سنوات ما قبل 2003, والتي كانت تجربة فاشلة, مثلت الدكتاتورية بأبشع صورها, وما تبعها من تجربة خلال السنوات العشر المنصرمة, لم تختلف كثيراً عن سابقتها, أن لم يتم فصل القوة عن المال, وتوزيعها بين رئيس الجمهورية, ورئيس الوزراء حتى لا تتوالى التجارب الفاشلة, ولنعمل على تصحيح الخطيئة الكبرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك