المقالات

رفيق بعثي ركن!

1125 2014-04-25

كرار النداوي

مثل السرطان، عندما يبدأ بخلية واحدة، وينتشر في سائر أنحاء الجسم، الاكتشاف والمعالجة المبكرين، هما الكفيلان بالشفاء منه، كذلك البعث الفاشي، سرى سريان الدم في جسد المجتمع، وأنشاء خلاياه وتوطن واستفحل، فبات مرضاً، نحتاج لمعجزة للتخلص منه. تغلل البعث وأفكاره الهدامة، المسوقة والمبطنة، بالشعارات البراقة؛ إلى كل المؤسسات، حتى المؤسسة العسكرية، التي من المفروض أن تكون مستقلة، وهذا ما كان يطرحه البعث، قبل أن يمد يده الدنيئة، لينجس كل أجزاء الوطن ومؤسساته.

تغلل وانساب، كالشيطان ووساوسه في عقول الناس، ومنهم العسكر، الذين عرف عنهم على مر السنين، عقيدتهم المستقلة ومهنيتهم العالية، إلى أن شهدت حقبة بداية السبعينات وأواسطها، نشاطا ملحوظاً، في الترويج والكسب داخل المؤسسة العسكرية، وما أن انفرد هبل التكريتي بزعامة البعث والدولة الحقيقية، حتى قبل تسلمه الموقع الأول عام 1979، شهد الجيش والشرطة وباقي المؤسسات في القوات المسلحة، توجهاً لكسب الضباط والمراتب، على الرغم من أن غالبية الانقلابين عام1968 كانوا من العسكر، وقد صفا بعضهم بعضاً، ، إلى أن طار أخيرهم البكر في انقلاب عام1979 الداخلي المعروف.

وجاءت الحرب، فاجتاح البعث العفلقي الجيش العراقي، متحكماً بالمناصب القيادية، مقدماً الولاء الحزبي والدرجة الحزبية، على الخبرة والمهارة وفن القيادة، في تولي المناصب العسكرية، والاتجاهات المناطقية والمذهبية، فكان الرفيق البعثي، مقدما على الرتب كلها في وحدته، حتى وان كان قائده الميداني يعلوه رتبة أو من حملة الخط الأحمر(الأركان)، كما أن طموح بعض المراتب من المطوعين، في تحويل النجوم من الياقة إلى الكتف، لا يمكن أن يتحقق إلا بالتقدم في صفوف تنظيمات الحزب.

على أن الكثير من الضباط الأحرار والشرفاء، قد حاولوا التغيير، دون جدوى، فكان مصيرهم القتل بعد السجن والتنكيل، فيما تسابق البعض الأخر، للحصول على الدرجة الحزبية، قبل الحصول على الرتبة العسكرية، التزم الكثير من الضباط الأحرار أيضاً، بالانتماء الشكلي للحزب، فالكثير منهم لم يتجاوز درجة العضو العامل في الحزب، أما الطامعون في المزيد من الجاه والمال، فكانوا يتقدمون الصفوف، ليدخلوا الانتخابات الحزبية، ويتنافسوا على درجة عضو الفرقة أو عضو الشعبة أو عضو الفرع، بل أن احدهم وهو برتبة عالية، قد صب غضبه على ضباطه ومراتبه حين خسر انتخابات الفرقة الحزبية.

كان هذا في عهد البعث، أما ألان فنرى الكثير من الوجوه البعثية، قد لبست قناع الديمقراطية، وتصدرت الواجهة، فأعادهم النظام الجديد إلى مناصب مرموقة وقيادية، القيادة العامة، مكتب القائد العام، قادة عمليات، قادة فرق، أمراء ألوية وأفواج. الخ، بلى أنهم يسيطرون على البلد ومؤسساته الأمنية.

أنهم مهنيون، هكذا يبرر البعض إعادتهم، عذراً، كم أنتم مضحكون، أو لا يوجد غيرهم من العسكر المهنيين المظلومين، تعرفون أنهم يوالون صاحب نعمتهم، ويخدمونه بأقصى طاقاتهم، فاستخدموتهم للأغراض الولاء، الولاء للحزب، والفرد، وليس الولاء للوطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
lمن السويد يجول
2014-04-26
حاول السرطان الأمسخ أن يبدل النفوس والكنه لنفس دنسه لكن لابد منهم من تظاهر بذلك وبقي في داخله عفيفا لكن من انخرط منهم حاليا وأظهر شرفه فقد فاز أما من بقي في داخله متصدما أرذلا فيراقب بدقة وشفافية ويكون عقابه مضاعفا مشددا وأملنا أن من صلحت نفسه فيمقت كل دقيقة عاشها مع المسخ المقبور وجللاوزته ويدرأ بالحسنة السيئه والله خير رقيب ومجاز دنيا واخره ,ولا تنسوا الرغال الذي اعتبر أعدام المقبور أعدام لسنة العراق وألف حاشا وما أرسل من قوائم للأعادة في حينه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك