المقالات

المؤامرة الثالثة...

918 00:58:49 2014-04-24

حسنين البغدادي

حب السلطة داء ما أن ينتشر في مجتمع حتى يعرقل تقدمه، وينشر فيه الفقر والعوز مهما كانت لديه من موارد وأموال، وقد أبتلينا في العراق بهذا الداء فأغلب من حكمونا كانوا مصابين به، حتى أعتاد الناس على ذلك وباتوا ينظرون إلى المسؤول كأنه فوق البشر أو من كوكب آخر فكل ما يقوله صحيح ولا يحق لأحد محاسبته.
وقد يتصور البعض أن الانتخابات هي المصل المضاد للدكتاتورية، ولكن في حقيقة الأمر التاريخ يخبرنا عكس، ذلك حيث إن صناديق الاقتراع هي من أوصلت هتلر وموسليني إلى الحكم.
الضمان الحقيقي للديمقراطية هي درجة وعي الناخب لما يدور حوله، وكشفه لأساليب محبي السلطة ومؤامراتهم للوصول إلى سدة الحكم بأي ثمن، وأرخص الأثمان عندهم هي دماء شعوبهم.
المجتمعات الدكتاتورية تعاني من الفقر وانتشار المظالم والفساد، ورد فعل السلطة على هذه المشاكل هو افتعال الأزمات والحروب، لإلهاء المواطنين عن التفكير في واقعهم المرير ومحاولة تغيره.
العراق اليوم مشرف على دكتاتورية جديدة، طبعا إذا نجح موضوع الولاية الثالثة، والمؤامرات المرفقة معها، في خداع الناخب العراقي، و إستراتيجية السلطة القادمة للوصول إلى هدفها ترتكز على عدة محاور: الأول، هو استبدال الشركاء بالبيت الشيعي بالتحالف مع الأكراد، والسبب أن البيت الشيعي قد أوضح للسلطة انه لن يتحالف معهم مرة ثانية أن لم يقوموا بالإصلاح وإبعاد المفسدين، وبما أنهم لا يستطيعوا ذلك، فالمفسدين هم مصدر تمويلهم الرئيسي، كان البديل إعطاء الأكراد ما يريدون من نفط وأموال، ففي نهاية الأمر الأكراد لا يهتمون بمن يحكم بغداد على أن لا يؤثر حاكمها على امتيازات الإقليم، ونتيجة لهذا الاتفاق أعلن السيد مسعود أن التحالف الكردستاني لا يمانع من ترشيح المالكي للولاية الثالثة.
المحور الثاني السنة، لم تستطع السلطة التحالف مع متحدون أكبر الكتل السنية في الوقت الحالي، لكون أسامة النجيفي رئيسها له طموحاته الخاصة وأثبت في مجالس المحافظات أنه ليس بالشخص الذي يسهل التلاعب به أو خداعه، فكان البديل دعم الجبهة العربية برئاسة المطلك لتكون بديلا عن متحدون، ومن ناحية أخرى تبرئة مشعان الجبوري ودعمه لكسب مزيدا من الأصوات، وفعلا فمشعان يتجول في المحافظات السنية بحماية عسكرية ويلعب الآن دور بابا نؤيل، حيث يوزع الأموال والهدايا على الوجهاء وشيوخ العشائر بغير حساب.
المحور الثالث الإعلام، للإعلام دور كبير في خداع المواطن، وقد رصدت السلطة لهذا الموضوع أموال ضخمة، فتجد العديد من الإعلانات المدفوعة في القنوات وعدد كبير من المواقع الإخبارية، إضافة إلى عشرات الصفحات في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، كلها تخدم هدفين، الأول نشر الإشاعات والأكاذيب لغرض التسقيط السياسي للخصوم، والثاني حث المواطنين على عدم الانتخاب بطرقة خبيثة وغير مباشرة، بإشراك الجميع بفشل الحكومة والفساد المستشري، وذلك لإقناع المواطن المستقل الشريف أن الجميع سواسية فلماذا يتكلف عناء الانتخاب.
الفاسد له جمهوره الخاص فنسبة التصويت المنخفضة ستزيد من فرص بقاء نفس الأشخاص في الحكم.
على الناخب العراقي اليوم مهمة وتكليف شرعي مهم، وهو اختيار شخصية كفوءة ونزيهة لانتخابها، فالشعب هو من يصنع الطغاة وهو وحده من يستطيع تغيرهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك