المقالات

في انتظار الموازنة والتغيير

1049 2014-04-21

عادي المالكي

قبل ايام أعلن احد النواب عن ارقام مرعبة تمثل في مجموعها حجم موازنة العراق، على مدى السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام في عام 2003 والتي قدرها بأكثر من 500 مليار دولار، وهذا الرقم يصعب تخيله او حسابه، وبإمكانه ان يبني العراق ودول المنطقة جميعها بأحدث المواصفات العالمية، وينهي الفقر والتخلف ويجعل من بغداد وباقي المحافظات، حاضرة من حواضر الدنيا وليس دبي التي نتحسر على ان نكون مثلها، في وقت كانت دبي تمثل بغداد بالنسبة لها منتهى الاحلام.
وفي نهاية كل عام يسمع المواطن ان موازنة العام المقبل انفجارية، وان حجم الاموال المرصودة ستغطي كافة الاحتياجات، وان ايام الفقر والمعاناة لن يكون لها صبح وان حصة وحق المواطن مكفولة، في ظل الدستور والبرلمان والحكومة، وتمر الايام وتنتهي الاشهر وتنقضي السنين، ولا يجد المواطن البسيط اي إثر لتلك الوعود التي تطلقها الحكومة مع نهاية وبداية كل سنة.
ومن المعروف ان موازنة العراق لعام 2014 لا تختلف عن الحلقة المفرغة التي نواجها كل عام وهي بشائر الخير قبل الاقرار، ومعارك طاحنة اثناء الاقرار وفساد وضياع وهدر بعد الاقرار، وليس ادل على ذلك هو انقضاء الشهر الرابع من العام 2014 ولم يتم الاتفاق على اقرار الموازنة، التأخير يمثل انتكاسة كبيرة في بناء الدولة وهدر المال العام وتعطيل متعمد للكثير من الممارسات اليومية للدولة ولأبناء الشعب العراقي.

الضياع المبرمج للمال العام الاستنزاف المتواصل بسبب عدم اقرار الموازنة، والذي يقدر يوميا بثلاثين مليار دينار ولو تم حساب هذا المبلغ على عدد الايام التي انقضت من السنة ولم يتم اقرار الموازنة فيها لوجدت ان الرقم مخيف، وانه يكفي لبناء الاف الوحدات السكنية وبناء العشرات من المراكز والمصحات الطبية، ومثلها مدارس وجامعات ومعاهد ويكفي هذا المبلغ، لفتح مئات بل الاف الورش ومنح القروض الميسرة الصغيرة لتشغيل العاطلين وتأهيل الارامل والمطلقات.

هل ان العدل في هدر يوميا عشرات المليارات من الدنانير بسبب الخلافات الشخصية والحزبية، وبسبب عدم الشعور بالمسؤولية في وقت يعاني الكثير من ضنك العيش، وعدم وجود سكن حقيقي يليق بالإنسان ويحترم انسانيته؟
لا يلوح في الافق حل لمثل هذه المشاكل سوى التغيير، المطلوب بعد عجز محللي الساسة والمال والاقتصاد والمواطن اولا...
عادي المالكي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك