المقالات

العراقيون.. ورياح التغير

1499 2014-04-17

حيدر فوزي الشكرجي

أي عراقي يسافر لأي دولة خارج العراق، سيلاحظ الفرق الشاسع بين العراق وبقية الدول بالنسبة للفساد الأخلاقي، وهذا الكلام يشمل حتى الدول الإسلامية، فالنسيج العشائري للعراق ساعد على تقليل التأثير الخارجي للفساد الأخلاقي، وهنا رب سائل يسأل: إذا لماذا حال العراق من سيء إلى أسوء، بينما هذه الدول تنعم بالرفاهية والأمان؟ السبب، أن الفساد الأخلاقي لهذه الدول ضرره العام قليل، وأكثر الضرر يكون على الشخص نفسه الذي من الممكن أن يتوب يوما ويسامحه الله تعالى، بينما العراق يعج بالمظالم فعلى أرضه يسحق الفقراء، ويقتل الشرفاء، ويعبد الجبابرة والطواغيت.
لدينا كل المقومات أن نكون شعب عظيم، ونجعل العراق دولة عظمى، خيرات كثيرة لا تنضب، أراضي شاسعة غير مستغلة، عقول فذة، إلا إننا للأسف تنقصنا الإرادة للتغير.

فالكثير منا يناصرون من هو أصلا في السلطة، بغض النظر أن كان عادلا أو ظالما ، فمجرد وجوده على كرسي الحكم له مفعول سحري، فيصدقون كل ما يقوله وان كان كذبا بين، وله الحق في هدر المال العام، وارتكاب المظالم، وقتل الأنفس بغير حق، فكل ما موجود في العراق هو ملكه، يتصرف فيه كما يشاء، والعراقيين عبيد لديه لا يحق لهم الاعتراض أو التذمر.وأغلبية صامتة، فهم غثاء كغثاء السيل، كثرة بلا نفع، فهم يعلمون جيدا أن الحاكم ظالم لا يجوز إتباعه، ولكنهم لا يتحركون لتغير واقعهم، وأقصى ما يصلون أليه هو التذمر فيما بينهم ولعن زمانهم، والتمني أن يستيقظون في احد الأيام فيجدون العراق بلد متطور على رأسه حاكم عادل، من غير أي تدخل أو مجهود منهم!!

وقلة معارضة، مصيرها في النهاية دائما أما تحت التراب أو في ظلمات السجون، هذا هو واقع الحال في العراق إلى الآن، ولكن رغم اشتداد الظلام فهنالك بارقة آمل، اليوم الكل يسمع هدير رياح التغير، رياح زلزلت الأرض تحت أقدام الطواغيت وأعوانهم من الفاسدين، نعم يبدوا أن المواطن العراقي قد استيقظ أخيرا مطالبا بحقوقه، نعم أني أكاد أرى أن رايات الباطل نكست، وان راية الحق ترفع في العراق من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك