المقالات

رؤوس من حجر. رؤوس من شمع

2124 2014-04-15

قاسم العجرش

يذكر التاريخ أن الأمم جميعها لم تتغيٌر بفضل نشر الوعي والعلم، فمعظم التغيرات الكبرى التي تحصل في حياة الأمم، تحصل بأسباب للتغيير ليس من بينها الإقناع مثلا...!
ولعل من يرى أن الحروب وما يتبعها من تأثيرات، هي فاعل رئيسي في عمليات التغيير لم يجانب المنطق، إذ ما زلنا نقرأ إثر الفتوحات الإسلامية في التغيرات العميقة التي حصلت في الشرق خصوصا، وفي الغرب بشكل نسبي، وما زال طلاب المدارس يقرأون في درس التاريخ أثر حملة نابليون على مصر وشعبها، والاحتلال الفرنسي للجزائر وتونس والمغرب، حيث سلب ثقافتها الخاصة وألبسها ثوب ثقافته، الذي لن يتسنى لها خلعه ربما الى زمن طويل قادم.

في محيطنا الإقليمي، وبشكل أدق في جوارنا الجنوبي، ستكون الأوضاع بحاجة الى حرب طاحنة حتى يحصل التغيير هناك...فمملكة آل سعود التي قام نظامها السياسي الحاكم على تحالف غريب بين "سلطة" القبيلة و"سلطان" الجهل، لن يكون بالإمكان إحداث تغيير فيها بالوسائل المدنية، كما أنه ليس من المنتظر أن يتبنى العقل الديني الغبي المتسلط هناك، أطروحات التحول السلمي ومشاركة الشعب، وليس بالإمكان هزيمة هذا العقل بالصحافة والإعلام والتثقيف، لأن هذا العقل الغبي يحمل سلاحاً لا يمكن القضاء عليه بسهولة وهو "الجهل"، لأن الجهل سلاح لا يمكن هزيمته، إذ لا يدخل في معركة إلا ويخرج منتصرا فيها، وحسبك قول سيد البلغاء وإمام الفصحاء علي عليه السلام: (ما حاورت عالماً إلا غلبته و ما حاورت جاهلاً إلا و غلبني)

الجهل مصيبة إذا فشي بالمجتمعات، فستكون له منظومة وقادة...! وسيكون الجهل مؤسسيا، ولا يغرنكم أن تلبس تلك المؤسسات ثوب الفتيا والعلم والمعرفة، فالعلم والمعرفة والفتيا التي تصدر عنها، هي نتاجات من سنخ أهداف التجهيل الذي يصنع رؤوسا من حجر! لذلك تجد الأتباع في الغالب من السذج والرعاع والأميين والبسطاء، وهم الوقود الذي يسير عليه قطار الجهل الذي قاد مجتمع الجزيرة العربية الي مستويات متدنية من الثقافة، وأوصله الى التصحر الفكري الذي يتقبل فتاوى مثل فتوى إرضاع الكبير، وتحريم قيادة المرأة للسيارة، وعدم جواز الخروج على السلطان المتغلب فسق أم صلح، ظلم أم عدل...؟
كلام قبل السلام: أفضل نصيحة لمن كان رأسه من شمع، ألا يسير تحت الشمس...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك