المقالات

الصدر والحكيم عمامتان في خندق واحد

1504 2014-04-14

حسين الامير

إن الانسحاب المفاجئ لمقتدى الصدر من العملية السياسية فسره البعض على انه تحشيد للجمهور الصدري، ودافع وزخم للمشاركة والانتخاب، بعد ان بينت كل استطلاعات الرأي نجم الصدريين بدأ بالأفول، وأركان التيار ممن ملئوا شاشات التلفاز بتصريحاتهم النارية، وهم يتهمون الحكومة بالفشل والتقصير، كانوا في مقدمة الشخصيات التي فشلت في إدارة وزاراتهم. 
عندما يكون لديك جمهور بمساحة كبيرة على طول الوطن، والتزام وعهود بتأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم، لرفع الحيف والظلم عنهم، فأنت ملزم وبكل الظروف، بالبقاء مقاتل ومضحياً في هذا الطريق، للوصول الى الغاية المنشودة.
ما زلنا نبحث عن نهاية مسرحية اعتزال الصدر! وازدادت التساؤلات، أين ستحط رحالها أصوات الصدريين؟ الصدريون بطبيعة حالهم متقيدون بمرجعية وعمامة وبرانيات، وما موجود على ساحة السياسة لا ينسجم مع تطلعاتهم، إلا بالارتماء في أحضان كتلة المجلس الأعلى "المواطن"، وما يمثله عمار الحكيم من رمزية وارث لعائلة دينية، لها نفس الطريق والمسار مع آل الصدر، لذا فالمتوقع ان تتركز أصواتهم في 30 من نيسان المقبل نحو قائمة المواطن، وتبتعد عن خانت دولة القانون، خشيتاً منها عودة السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء، ومواصلة نجاحاته وغياب التيار عن المشهد السياسي كلياً.

الانسحاب لم يكن أمراً ارتجالياً اتخذه الصدر في وقت ضيق، بل جاء بتخطيط خارجي ممنهج، يضمن تقليل صدمة ما هو غير متوقع في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويسحب البساط من تحت أقدام البرلمانيين الحاليين من التيار الصدري، وخصوصا ممن صوت لصالح قانون التقاعد بامتيازاته، إضافة الى رفضهم الالتزام بالكثير من قرارات مقتدى الصدر، الذي أصبح في نظر الكثيرون من سياسي التيار عبأ على مطامعهم وطموحاتهم، فخيبوا بذلك أمال قواعدهم الشعبية المنهكة وجعلوا مقتدى الصدر في موقف محرج.
دولة القانون لا تعول كثيراً على أصوات الصدريين، بل تعتمد كل الاعتماد على قاعدتها الجماهيرية وجمهورها العريض، الذي يقتنع بأن عودة رئيس الوزراء لولاية ثالثة سيحقق النجاح، ويعوض ما مرت به حكومات التوافق الوطني، ويعيد الأمن والاستقرار المتراجع في المرحلة الحالة الى سابق عهده.

ان ما جرى من اجتماع سري بين عمار الحكيم، ومقتدى الصدر، مع السيد محمد رضا السيستاني، لا يشكل أهمية تذكر في سحب الثقة وعدم التجديد للسيد المالكي، بل على العكس قد يكون عودة للتحالف الوطني، لاستعادة دورة الذي فقده، بسبب التقاطعات والسياسات المتجاذبة، واستنفار البعض لطاقاته لتسقيط الأخر. ايام قليلة تفصل الوضع العراقي عن مفترق الطرق، وترك الساحة والانعزال، وتغيير أركان القوى، أمر لا يعود بالنفع والفائدة على الجميع، فكيف إذا كان الحال بثقل التيار الصدري فسيكون التأثير أكبر بالتأكيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك