المقالات

مأزق شرعية العملية السياسية...!

2031 2014-04-14

قاسم العجرش

تأكد لنا وبعد عشر سنوات مما أعتدنا على إطلاق أسم العملية السياسية عليه، أنه "شيء هلامي" لا يحتمل هذا الاسم البتة، نظرا لأن المفهوم العملياتي لم يتحقق فيه لحد الآن، إذ أن مفردة "العملية" تفترض نظما للأمور، وهو شأن مفتقد فيما نحن فيه من حال. فالسائد هو التشرذم السياسي وعدم الثبات على المواقف، وافتقاد الروح المنهجية، وشيوع أجواء فقدان الثقة بين مختلف الفرقاء. وكي نتجنب خطأ التوصيف، نقترح أسما بديلا لهذا الهلام السياسي، وسنطلق عليه أسم "الوضع السياسي".

المتتبع اليوم للوضع السياسي في بلدنا، يرى أن هناك نخبا سياسية تتصارع على الحكم، ومعظم من يقول إنه يريد مصلحة الشعب، هو في الحقيقة لا يريد إلا مصلحته الضيقة، في إطار حزبه أو فئته أو منظمته أو ........ في وضعنا السياسي الراهن ونتيجة لتعقيداته، لا يستطيع حتى الذين وضعوا أنفسهم خارج إطاره، أن يقدموا البديل الصالح ـ مهما ادعوا من وجهة نظري على الأقل ـ أن يأتون بشيء جديد لحل المشكلات، أو تقديم رؤية صالحة لإصلاح وتنمية البلد؛ أفضل مما جاءت به القوى التي وجدت نفسها داخل أطار الوضع السياسي الراهن، لا لشيء؛ إلا لأنهم خرجوا من بيئة واحدة، وإن كانت هناك استثناءات، فهي قوى غير قادرة على الفعل، لأنها مغلوبة على أمرها تحت ظل التوازنات المعقدة.

وبعيدا عن هذا الهلام الذي ألتصق بنا التصاق قطعة قير بعباءة أعرابي مصنوعة من صوف...!، وفي ظل هذا الوضع يتكون شكل من أشكال العمل السياسي، بعيدا عن التواصل والاتصال بالقوى السياسية المنظمة، هذا الشكل هو ما يمكن أن نعبر عنه بمعارضة الشارع...! معارضة الشارع تعني ببساطة أن ثمة وعي ميداني يتشكل وبثبات، وأن هذا الوعي يبنى على أساس رفض "كل" الذين هم داخل الوضع السياسي، والذين خارجه أيضا...!

وإذا كانت معارضة الشارع قد عبرت عن ذاتها ووجودها وبشكل عفوي، من خلال الإقبال الضعيف على صناديق اقتراع انتخابات مجالس المحافظات المنقضية، فإن مماحكات واتفاقات وتحركات القوى السياسية التي حظيت بقاعد مجالس المحافظات ما بعد الانتخابات، ستقود الشارع الى مزيد من المعارضة.

فالشارع وهو يراقب تصارع القوى السياسية على مواقع الحكومات المحلية بعلنية فجة، سيكون لديه ما يعبر فيه عن مقته لهذا الأسلوب القذر من أساليب الصراع السياسي. وستجد القوى السياسية نفسها قريبا جدا، أي في انتخابات مجلس النواب، أمام مأزق جديد، مأزق يتمثل في أنه أذا قاطع انتخابات مجالس المحافظات نحو 60% من الشعب، فسوف لن تجد تلك القوى وفي أفضل التقديرات، أكثر من أصوات 30% من العراقيين في الانتخابات النيابية، وعندها سيفقد "الوضع السياسي" الراهن ما تبقى له من شرعية وغطاء...!
كلام قبل السلام: سيأتي وقت لا يثق فيه المرء إلا بنفسه!
سلام...
 

قاسم العجرش.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك