المقالات

أبن المهرج .. لن يرث السيرك

1316 2014-04-14

مديحة الربيعي

يحكى أن مهرجاً, عاش في قرية فقيرة وكان يعمل, في سيرك ليؤمن قوت عائلته وذات مرة, سقط المهرج من على الحبل, فكسرت قدمه وفقعت عينه اليمنى فلم يعد قادراً على القيام بعمله, أراد المهرج أن يحل محله أبنه ليكمل عمله, على أن يكون أجره أقل من أجر والده.

أجتمع أهل القرية ليتفقوا, حول أختيار المهرج , فأجمعوا أن أبن المهرج الأعور, لن يعمل في السيرك بدلاً عن أبيه, فمهرج أعور, سيخلف مهرجاً أحمق, لذا لن يكون قدر أبنائهم أن يتابعوا مهرجاً اعور أو أحمق في سيرك القرية

تذكرني قصة المهرج وأبنه تلك ما يحدث في العراق, من أتباع الساسة لنظام التوريث وكأننا في نظام الملكية, فالوزارات سيرثها أبن دولة الرئيس بعد عمر طويل طبعاً ومادام الوالد موجوداً, فلا بد أن ينعم الأبن بالعز والدلال في دولة والده العزيز فالبلد في الحقيقة ,ملكاً له ولوالده ولعشيرته جميعاً والأصدقاء والمقربين,ولم يعد بلد العراقيين, فكل مؤسسات الدولة بيد ألابن البار, وجميع زمام الأمور بيد الوالد الحبيب, وهذا هو المطلوب بالتحديد.
بات على العراقيين جميعاً أن يشكروا, الأب العزيز والأبن البار لأنهم وافقوا على أن يستضيفوا الشعب العراقي, وهذا لطفُ منهم طبعا فنحن في الحقيقة نعيش في ( دولة الخلفوهم) , ويجب أن ندفع لهم ثمن الإقامة والإيجار على أرض العراق, ولكن كرم أخلاقهم سمح لهم بالتغاضي عن المطالبة بأجرة السكن في الوطن.

ربما دفع الشعب بأكمله ثمن السكن في الوطن, من دم أبنائه, ربما في سيارة ملغمة, أو حزام ناسف لا يميز بين الصغير والكبير, أو دفعوا ضريبة الدفاع عن الوطن في جبهات الحروب ضد الإرهاب, وضد أعداء العراق في الداخل والخارج, ولازالت القرابين تتوالى على مذابح الحرية, ولازالت بحور الدم تسيل في بلاد الرافدين.

فهل من المعقول أن يصبح العراق ملكاً لأحد أو حكراً على أحد؟ ومتى سينتبه أبناء هذا البلد لما يحيط بهم من مخططات ومؤامرات تحاك في الخفاء؟ ولماذا الصمت على أسوار الدكتاتورية التي توشك أن تطوق عنق الوطن من جديد؟ وهل سيرفض أبناء قريتنا المهرج الأحمق بعد سقوط المهرج الأعور من السيرك؟ أسوة بما فعلته بالقرية الصغيرة ؟ أم سيبقى قدرنا أختيار السيء والأسوأ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك