المقالات

الحاكم والشعب:

1782 2014-04-13

حسنين البغدادي

بين البقاء والسقوط في مقاربة له، يقول الفيلسوف العربي إبن خلدون في وصف للدولة بأنها (( كائن حي يولد وينمو ويكبر، حتى يصل الى مرحلة الهرم، ومن ثم الفناء، وفي هذه المقاربة، يحدد الفيلسوف العربي، عمر الدولة بمائة وعشرين عاما، مستشهدا بذلك بآية من القرآن الكريم، (( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)) يونس 40. بالإضافة الى تأكيده على التكامل ما بين الشعب والحاكم، بشرط عدالة الحاكم، والذي بدونه سيؤدي مع أسباب أخرى الى سقوط الدولة.

مما تقدم يتبين لنا، وجود علاقة لابد منها لنجاح وإستمرار الحاكم في منصبه، من جهة، بالإضافة الى ضمان إستقرار النظام في الدولة، وحفظ أمن المواطن من جهة أخرى. طيلة الفترة الثانية، لتولي دولة الرئيس الحكم في العراق، والعراق يعاني من مشاكل كثيرة، ليس أهونها الفساد، وأخطرها بالطبع، اللعب على وتر الطائفية (المذهبية والعرقية) بين مكونات الشعب العراقي الواحد، وهو الأمر الذي عطل المشاريع التي وعدت الحكومة، في برنامجها الإنتخابي الذي على أساسه، وصلت الى سدة الحكم، ولكن الأفق الضيق لدى أغلب أعضاء مجلس النواب، حرم العراقيين من فرصة الإستفادة من ثروات البلد بالشكل الصحيح، فباتت الموازنات ترصد الأموال، لكن لا تجد من ينفذها، فالمتتبع لدورة الإقتصاد العراقي، وتنفيذ المشاريع في جميع محافظات العراق، يرى أنه بالكاد يتم، وفي أحسن الأحوال تنفيذ 15% من الموازنة الإستثمارية، ويتم تدوير المبلغ المتبقي للسنة اللاحقة، هذا إذا ما استثنينا حالات الفساد المالي والإداري الذي يشوب تنفيذ هذه النسبة الخجولة. ثروات الشعب، ليست ملكا للحاكم، فهو مجرد شخص مؤتمن على إدارتها، بما يحقق الخير لأبناء الشعب، لكن أن تتحول هذه الثروات، لعشيرة الحاكم وعشيرته،

فذلك هو الخراب الذي يأتي بدون ميعاد. يقوم المرشحون هذه الأيام بحملة دعائية، في مناطق ترشيحهم التي يعتقدون بأنهم يملكون رصيد قوي يؤهلهم للفوز بمقعد في مجلس النواب، وقد إنتشرت في الساحات العامة، الملصقات التي تٌعرف بالمرشح، لكن المهم ليس هذا، بل المهم هو المرشح الذي يكون فعلا حريصا على العراق، أرضا وشعبا، ويعمل بإخلاص، متناسيا مصالحه الشخصية، في سبيل تحقيق المصلحة العامة، بالإضافة الى أن على الجميع الإبتعاد عن العشائرية والمناطقية، لأن الأصل في المرشح هو، كفاءته ونزاهته، وعدم خضوعه للإغراءات التي تمر عليه أثناء تأدية واجبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك