المقالات

أسوار بغداد وحرب المياه ونبوءة الزبيدي.

1793 2014-04-11

باقر العراقي

قبل سنتين تقريبا، حذر النائب باقر الزبيدي من أن الحرب ستكون على أسوار بغداد، لو لم تأخذ الحكومة المبادرة، وتعيد خططها في محاربة الإرهاب، وكان علينا تصديق الرجل، لأنه سبق وأن صرح وحذر بشار الأسد من مغبة إيواء الإرهابيين، وتصديرهم بسياراتهم المفخخة الى العراق، وبحجة الجهاد لأنهم سينقلبون عليه.

واليوم وبعد ثلاثة أشهر من التضحيات في الرجال والمال، والقتال المستمر والمرير في الانبار، تشتكي الحكومة من هجمات المسلحين على أطراف بغداد واستعراضهم في مناطق أخرى، وتشتكي وعلى لسان القائد العام للقوات المسلحة، من أنهم قطعوا ماء الفرات على مناطق الجنوب، ولا نعلم كيف حصل ذلك والقوات تحاصر الفلوجه وسدة النعيميه.

الفشل في إيجاد الحلول المناسبة، لزمرة داعش مستمر عسكريا وسياسيا، والنصر مستمر يوميا على قنوات الحكومة ومتزلفيها والمنتفعين، والآن جاءت حرب المياه ووضعت الجميع في موقف محرج، والحكومة تتفرج وتستنكر عمل داعش، وتستنكر عدم استنكار الآخرين لداعش، وكأننا مقابل دولة أخرى.

تستنكر بشدة عدم استنكار الآخرين، والآخرين ضاع عليهم عدد الأزمات التي يجب أن يستنكروها، والاستنكار وصل الى ذروته، والمؤيدون المتزلفون، يشبهون ذلك بمنع الماء عن أطفال الحسين في معركة الطف، لاستنهاض الهمم الطائفية والعنصرية عند البسطاء والسذج، ووضع الغشاوة الفئوية على أعينهم حتى لا يروا سنوات الفشل السابقة.

كل ما يقوم به الإرهابيون وداعش من سيطرة على المدن وتفجير السيارات وقتل الأبرياء، وأخيرا وبغض النظر عن فاعلها قطع المياه لإغراق مدن وتعطيش أخرى، هو جريمة بحق الإنسانية، يندى لها الجبين، وتستنهضنا جميعا كعراقيين ولا غير، في الدفاع عن بلدنا وتغيير الواقع الفاسد، بعدما فشلت الحكومة في الدفاع عن مواطنيها ومدنها ومياهها وخيراتها، ومواجهة زمرة منحرفة يسيرها الدولار والحقد والكراهية العمياء.

وأخيرا فانتخابات التغيير قادمه، ونحن بعد سنوات الضياع، وازدياد الأزمات وتحشيدها، ولا حل في الأفق، علينا أما أن نتوسل داعش حتى لا تقتل، ولا تغرق مدن وتعطش أخرى، أو أن نغير واقعنا الفاسد وننتصر لأنفسنا وللمواطن.

فأضعف الايمان، لو صدقت الحكومة قبل سنوات، نبوءة الزبيدي وسمعت نصيحته، لما وصلنا الى التوسل والاستنكار لحفنه من الأوغاد المنحرفين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-04-12
حكام جور وصايعه ودولتنه ضيعه وضايعه بالفساد هذا امبدعه
الدكتور شريف العراقي
2014-04-12
كلام صحيح ولكن كلام بدون استعداد وعمل لا معنى له فاين بدر رحم الله السيد الحكيم لو كان موجود لكان بدر الان قوة فاعله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك