المقالات

حرب الزرق ورق

1463 2014-04-10

احمد شرار

بحيرة زيورخ شمالي سويسرا(1945) بينما نجد ان الشعب الألماني القاطن على مقربة من هذه البحيرة قد أخذت الحرب منه ما أخذت من هلاك ودمار وجوع نجد ان الجانب السويسري القريب منه ينعم بالسلام والطمأنينة ونجد عدد من العوائل قد خرجت لتروح عن نفسها بجلوسها على ضفة البحيرة واستنشاق الهواء النقي.
لم هذا الفرق الكبير بين دولتين متجاورتين، تشتركان بحدود ولغة وتاريخ شبه مشترك، وللجواب عن هذا السؤال يجب أن نفهم عقلية الفرد السويسري وطريقة تعامله مع السياسة.
أن أخذنا الانتخابات، الخطوة الأساسية في العمل السياسي، نجد أن المرشح في يأخذ في شرح برنامجه الانتخابي في الأماكن العامة، بدون أي بهرجة زائدة أو وعود لا يستطيع الأفياء بها، يستمع الى الناس ويناقشهم مشاكلهم وقضاياهم، ويسره أن يستمع الى انتقاداتهم وقبل كل هذا يقدم أوراق مطبوعة بشكل بسيط تشرح سيرته الذاتية، كم أن الناخب السويسري ذكي جدا ولبق في أن واحد، أذ أنه يميل دائما الى الطروحات المبنية على أساس واقعي عادل غير منحاز أو متطرف.
بالرغم من الشعب السويسري ينقسم الى متحدثين باللغة الفرنسية والقسم الاخر باللغة الألمانية، لكن يكون الإخلاص للوطن فقط هذا ما لمسه (هتلر) حين ابهر السويسريين بتشكيله من الشباب السويسري الهتلري الذي أعتقد في وقتها من العام (1939) بأنه قادر على كسبهم باستعراضاته في وسط المدينة وما الى ذلك من أساليب بهرجة وفخامة، النتيجة ان السويسريين استقبلوهم بابتسامة وانتخبوا من كان معتدلا، وله برنامج انتخابي معتدل يحقق مطالبهم هكذا كان ردهم.
بل أن أحد الناخبين من الذين جنوا ثروة من عيشه في أميركا، قد صرف منها على حملته الانتخابية الاف الدولارات، هزم على يد أحد مواطنيه الذي لم تتعدى ميزانيته الانتخابية أكثر من مئة دولار.
هكذا هي الشعوب، اعود لمقارنة بيننا وبين ما يحدث في عراقنا الحبيب، حيث تحولت بغداد وبقية المدن الى حائط ضخم مليء بالملصقات، تشكل بكل الألوان، وبجميع أنواع الاطلالات التي غطت بشكل مبالغ فيه كافة الأحياء والشوارع والساحات الكبيرة منها والصغيرة، حتى أصبحت بغداد، (زرق ورق).
قبل التحية أقول، هل الناخب في حاجة الى تلك الاطلالة البهية للناخبين الكرام أم هو في حاجة الى معرفة برنامجكم الانتخابي وماذا أعددتم للتغير؟، أترك لكم الإجابة مع التقدير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك