المقالات

لا تتخذوا العجل.. من بعد فرعون

1080 00:47:57 2014-04-10

ربيع المالكي

عندما أخذ البعض من بني أسرائيل, يتخبطون بعد وجود موسى (عليه السلام) بينهم, ووبعد أن تخلصوا من حكم فرعون, وطغيانه واستبداده, ونجوا بعد تضحيات عديدة, ومكابدة آلام والصبر على القتل, والتنكيل, وتضحيات النبي موسى وأخيه هارون(عليهما السلام), بدأ البعض يخطط لأستبدال السيء, بألاسوأ, ففكروا بعبادة العجل, بعد أن تخلصوا من ظلم فرعون.

تذكرني تلك القصة, بحال البعض من المتملقين ومن يطلق عليهم حاشية الطغاة, ممن يجعلون من المسؤول عديم النفع, ككرة الثلج تتدحرج, إلى أن تنزلق من أعلى الجبل وتجرف كل ما في طريقها, وتتحطم في نهاية المطاف

بعد أن تخلص العراق من حكم استبدادي, استمر لأكثر من 35 عاماً, وقدم خلالها الناس الكثير من القرابين, من أجل الخلاص, نجد اليوم من يكرر نفس السيناريو الغبي, الذي أخذ البلاد نحو طريق الهاوية في سنوات ما قبل عام 2003, فالبعض بقي يصفق بلا هوادة على قراراتٍ لم تجلب على البلاد, ألا الموت والخراب بين ألاقدام على خوض الحروب, وبين حصار أقتصادي, وبين ضرب دول مجاورة, فكانت النتيجة أن سقطت ألاصنام واحداً تلو آلاخر.

هاهو المشهد اليوم يتكرر وكأن التاريخ يعيد نفسه, (أبوفلان) منقذ العراق, وإذا لم تنتخبوه فالعراق في طريقه إلى الهاوية, وكأن البلد يختزل في شخص واحد, أو جهة معينة, ولم يسأل المتملقين أنفسهم, ماذا قدم من يلقبوه بالمنقذ ومختار العصر للعراق, على مدى عشر سنوات مضت؟
صناع ألاصنام, وأرباب المصالح كل منهم مستفيد بطريقة وأخرى, من بقاء عديمي النفع والجدوى, فألاختلاسات, والصفقات المشبوهة من تحت الطاولة, تشير أن لكل مجتهد في السرقة, رصيد في سويسرا, وما زالت الدجاجة تبيض, مادام الصنم في موقعه.

يظن البعض من السذج, أن وحملات الدعاية والترويج, التي تقوم بها الحاشية, تنم عن مدى حبهم وتأثرهم بالمسؤول المبجل, أو لأنه يمتلك صفات أستثنائية, تجعل منه القائد الضرورة, ولا يعلمون أن الصفقة تلو الصفقة تتقاسمها أيادٍ ملوثة, وكروش أعتادت على أكل السحت, فمن يصفق مستفيد, وليس معجب بشخص القائد الملهم.

أصحاب العقول, وأبناء العراق, والطامحين للعيش كبقية الشعوب, لا تنخدعوا بشعارات المتملقين, فالقائد هو الذي يشبع شعبه قبل نفسه, ويسأل عن حال الفقير, ويؤثر على نفسه,لا أن يسهر على تدقيق رصيده في البنوك, ويسعى ليتخم كروش الحاشية والبطانة, وكل من أتخذ العجل من بعد فرعون, ستكون نهايته مثل من سبقه من صناع الطغاة وحاشية الظالم, في مزبلة التاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك