المقالات

الكتل السياسية براءة الذئب من دم الحكومة

1887 2014-04-07

قيس المهندس ما زال الذئب متهم بدم يوسف عليه السلام، بالرغم من تبيان الآيات القرآنية، لبراءة الذئب من دمه، الا أن التسطيح الفكري، ومخلفات الثقافات السلطوية الديكتاتورية، والتي هيمنت على الثقافة العامة للشعوب الإسلامية والعربية على مرور الأزمان، جعلت من اسم الذئب ملازماً لدم يوسف. في الوضع السياسي الداخلي، بالرغم من وجود بعض الكتل التي لم تشترك في تشكيل الحكومة العراقية، ونذكر منها كتلة المواطن على سبيل المثال لا الحصر، الا ان فشل المتصدين للحكومة، وبسبب ثقافة التعميم والتعتيم، يتم لصقه بكافة الكتل السياسية، فيختلط حينئذ الحابل بالنابل، ويباع الأخضر بسعر اليابس، ويدلس البيع بالربا. بعض الكتل السياسية ككتلة المواطن في مثالنا، لم تشارك في الحكومة، فهي لم تتلطخ أيديها بدماء الفشل والفساد المالي والإداري، ولم ترتضي أن تكون رقماً كبقية الأرقام، وانما كانت صاحبة مشروع لبناء دولة عصرية عادلة، وذلك المشروع لن يكتب له التحقق، في ظرف تسلط حكومة تنظر الى مصالحها الخاصة، قبل مصالح الشعب والوطن. عندما كتب دستور البلاد، تضمن في إحدى فقراته، الرجوع الى المرجعية الرشيدة في حال الخصام والاختلاف، الا ان الحكومة أوصدت الأبواب بوجه المرجعية، في شأن التدخل في الأمور السياسية، وبدورها فإن المرجعية أغلقت أبوابها بوجه السياسيين. اما كتلة المواطن، فكانت مطيعة للمرجعية بكل حركاتها وسكناتها، فلما دعت المرجعية الى لم شمل الشعب، بادرت كتلة المواطن الى جمع الفرقاء السياسيين، وإقامة ميثاق الشرف فيما بينهم، وعندما طالبت المرجعية بأن يكون لرئيس الجهمورية نائبين فقط، بارد مرشح الكتلة عادل عبد المهدي الى التنازل عن منصب النائب، وعندما رأت المرجعية عدم المصلحة في سحب الثقة عن رئيس الوزراء، في ذلك الظرف، بادرت كتلة المواطن الى الوقوف الى جنب الحكومة، وابطلت النصاب في مجلس النواب، لكي لا يتم سحب الثقة عن رئيس الوزراء. ولم تحز كتلة المواطن حتى على حقيبة وزارية واحدة، فلم يُشاهد في مرعاها الذئاب، فكيف أتهمت بالفساد وعدت كغيرها من الكتل الداخلة في هيكلية الحكومة؟! دعت كتلة المواطن الفرقاء السياسيين الى الطاولة المستديرة، فلم يستجيبوا لطلبها، فلما تعسرت أمامهم السبل، عادوا يطالبون باللجوء الى الطاولة المستديرة، وهكذا العديد من الأمور! كتلة المواطن وامثالها من الكتل السياسية، بريئة من التخريب السياسي والأمني والاجتماعي الذي تسببت به الحكومة، وأخواتها من الكتل السياسية ،هي الملامة في يجري على البلاد من ويلات. اليوم ترمى تلك الكتل في غيابة الإتهامات الباطلة، وغدا سيعود الجميع ليسجد لها، وان كانت السنوات الثمان العجاف التي مرت على البلاد، قد أنهكته، الا ان التغيير آت إن شاء الله، وسوف تأتي السنوات السمان.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك