المقالات

الاستثمار ذلك المزرف الرفيع!..

1838 2014-04-04

  الحاجة الى الإستثمار قضية لا جدال فيها، ليس لعدم وفرة الأموال للنهوض بالمشاريع في عراق ما بعد التغيير فحسب، بل لأن الإستثمار، سيما الأجنبي ليس مالاً فقط، إنما خبرات ودعايات وتبادل تجاري وثقافة عمل تأتي معه..

   فماذا انجزنا في قطاع الإستثمار ؟!

  يبدو السؤال مستفزاً قليلاً، وربما ستنبري هيئة الإستثمار في العراق للدفاع عن نفسها، متصورة أن هذا المقال، يقصد منه النيل منها ومن "منجزها"..

  ولا شك أن الإستثمار يحتاج الى إشتراطات عدة، حتى ينطلق كوسيلة من وسائل البناء الأستثنائية، وإلا فإن الأصل؛ هو أن نبني نحن، مستفيدين من قدراتنا وإمكاناتنا الذاتية، أول تلك الإشتراطات وجود إستراتيجية تنموية اقتصادية، تنطلق من متطلبات وحاجات البلد، وتنسجم مع ما يحدث حولنا، من حركة بناء ونشاط إقتصادي كبير، ويحصل هذا في بلدان كانت إلى زمن قريب، متخلفة في كل شيءـ إلا أنها سرعان ما تفوقت بالقدرات الإدارية، التي يتعيّن أن نعترف باننا نفتقر إليها، فيما لدينا وفرّة من الأموال التي يديرها أشخاص يفتقرون الى الكفاءة..

  خلال الأربعين سنة الفائتة، انتقلت مدن الخليج من مرافئ للصيادين، الى مصاف عواصم الدول المتحضرة، ليس فقط لأنها أمتلكت الأموال نتيجة للفورة النفطية، ولا لأن الأمن فيها مستتب فقط، بل لأنها أجادت إدارة مواردها، وعملت على توفير البيئة المناسبة للاستثمار، و وضعت الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة.

  لقد تشكلت لدينا هيئة للإستثمار بدرجة وزارة، ولدينا في جميع المحافظات دوائر للإستثمار بدرجة مديريات عامة، وفي الهيئة أجهزة متخصصة يرأسها مديرون عامون، وخلال السنوات المنصرمة، ومنذ تشريع قانون الاستثمار المرقم 13 الذي صدر عام 2006، عقدت الهيئة وبالتعاون مع جهات رسمية وخارجية عديدة، عشرات المؤتمرات ومئات النشاطات، معظمها خارج العراق بغية جذب المستثمرين، مع ما يترتب على ذلك من كلف مالية ولوجستية، وقطع كبار المسؤولين في الهيئة، مئات الآلاف من الكيلومترات سفرا بالإتجاهات الأربعة من العالم، وزاروا وتباحثوا في مختلف العواصم حتى قصيها، فماذا تحقق لحد الآن ؟ وهل يوازي ما تحقق ما تم إنفاقه على هذا الحراك الماجلاني؟.

  لا أشكك بالنيات، ولسنا نبغي مهاجمة الهيئة، ولكننا نتساءل، ومن حقنا السؤال، هل تحققت الجدوى من وجود هذا الجهاز الإداري الضخم، وهل أنجز إستثماراً في قطاعات إنتاجية كبرى، غير تحويل المعامل القائمة الى المستثمرين ؟ وغير بناء المولات التسويقية ؟ وكأن ما كان ينقصنا هو فقط المولات المغلفة ببهرج الألكابوند، مع أنها مزرف رفيع تتسرب منه موجوداتنا النقدية، ويشيع النزعة الإستهلاكية في مجتمعنا !.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك