المقالات

من الديكتاتورية الكبرى الى الديكتاتورية الصغرى!

1908 2014-03-30

قيس المهندس

عجبي على هذا الشعب، يقدم التضحيات الجسام، من أجل الحصول على ما يريد، فإذا ما أعطي مراده رفضه! فبالأمس كان شعبنا العزيز، يعاني من ويلات الديكتاتورية، حتى أنه رضي بالإحتلال الغربي، في سبيل الخلاص من الحكم الشمولي لحزب البعث المنحل. 
من ثم جاء النظام الديمقراطي، ولم يؤتي أكله، فعادوا ينادون بحكم الحزب الواحد، والقائد الضرورة! مثلهم كمثل امرأة حبلى ترتجي أن ترزق بطفل مشوه!

كل شيء في وطني عجيبٌ غريب، شتاءٌ تفيض فيه الشوارع، حيث تمتزج مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، وصيفٌ تعج فيه شوارعنا بالأتربة، ميزانيات تغرق دول بعينها، لو أنها وجدت من يستثمرها بإخلاص ونزاهة، الكهرباء في وطني أصبحت كصخرة سيزيف، ينوء بحملها كل حاكم ووزير!

حكومتنا المنتخبة تحاكي النظام الديكتاتوري في كل شيء سوى كونها منتخبة! فتنذر بمستقبل أسود، فيما لو تمكنت من الولاية الثالثة. الوضع الأمني من سيء الى أسوء، وحكومتنا مختبئة داخل حصون القلعة القيصرية الخضراء، لا هي في العير ولا في النفير! وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، يتهافتون على صناديق الإقتراع، يقدمون القرابين على أعتاب أنصاف الآلهة الجديدة! وينتخبون ذات الشخوص، وذات الأصنام، ليعيشوا ذات المصير الأسود!
ماذا يريد العراقيون ياترى؟!
لاريب أنهم يريدون العيش كبقية الشعوب المجاورة، على أقل تقدير، لانقول أوربا أو أمريكا، وإنما إيران وتركيا، أو حتى الأردن!

ما يريده العراقيون هو التغيير، فكما غيرنا عام (2003) بزوال الديكتاتورية، وغيرنا عام (2005) بإنتخاب حكومة إنتقالية، وكتابة دستور للبلاد، وغيرنا عام (2006) بإنتخاب الحكومة في دورتها الأولى؛ سوف نغير هذه المرة، وستكون أول حكومة ديمقراطية تمثلنا تمثيلا حقيقيا، وسوف تقود دفة البلاد نحو التقدم والرفاهية، وسنفاخر بها العالم أجمع.
غدا سوف تأتي الانتخابات، وسوف نملئ صناديق الإقتراع، أملاً وتفائلاً بمستقبل زاهر، نخط إسم وطننا العراق، بالحبر البنفسجي على جبين التأريخ، لتتحدث به الأجيال القادمة، حينها سيقولون إن أجدادنا غيروا من أجلنا.
كما أزلنا الديكتاتورية الكبرى، لابد لنا أن نزيل الديكتاتورية الصغرى، لهذا اليوم ولدتنا أمهاتنا، هكذا العراقي وإلا فلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك