المقالات

هل تعرفون هؤلاء..من هم؟؟؟

1654 2014-03-30

الدكتور يوسف السعيدي

هل تعرفون هؤلاء..من هم؟؟؟
كانوا نسيا منسيا...
لم يعرف احد دوراً لهم...
ولم يعرف احد موقفا استثنائيا لأي منهم..
لم يواجهوا الموت...
وما عانوا مرارة الاعتقال والتعذيب...
فالذين استشهدوا على اختلاف الملل والنحل... والذين اعتقلوا ودارت اجسامهم مع مراوح السقوف المربوطين بها... والذين نكبت عوائلهم وشردت...
الكثير من هؤلاء ما برحت اسماؤهم مجهولة، وافعالهم تطفو شذرات بين الحين والحين..
أما المتبجحون، والذين صار بعضهم قادة لبعض الحركات ومسؤولين في بعض مفاصل الدولة، واصحاب قرار ورأي... فهم الذين قطفوا ويقطفون الثمار ويفرضون رغباتهم على الناس ويمارس بعضهم شتى الجرائم دون حسيب... ويرتكبونها بأنفسهم تارة ...وتارات بواسطة من يسوقه الطمع لان يجري خلفهم..
وتنهال عليهم الاموال من كل حدب وصوب...
ومحاطون بالرعاية والحماية...
كل نضالهم، أو نقول جهادهم لكي لا يغضبوا، انهم كانوا في دول اجنبيه... لاجئين اولاً ثم مواطنين يحملون جنسية هذه الدول، وفي الحالين ظلوا ينعمون بلذائذ العيش الرغيد...
وصاروا اغنياء بافراط من تخصيصات المعارضة وتراكمت في ارصدتهم الملايين، ولم يتكرموا بنتفة مما قبضوه باسم المعارضة على عائلة مشردة، تعيسه لان ولي امرها كان معارضا بحق للنظام الدكتاتوري الارعن مقتولاً أو سجينا أو ممنوعا من العمل...
وفجأة وبقدرة قادر........اصبحوا مسؤولين وقياديين هنا وهناك....
لكنهم لم يقودوا العراق لما فيه الخير بل قادوه نحو الفواجع والمآسي، والموت المعفر، وجعلوه ساحة القتل بالجملة، والاغتيالات، والخطف، والتهجير، وفساد الذمم، والإفلاس، والخواء الفكري والسياسي...
بعضهم صار يسمى الاستاذ فلان او صاحب النيافه او السماحه وهو لا يجيد (فك المكتوب) كما يقول أهلنا في الجنوب، وصار قائداً لمليشيات مدججة بأكثر الأسلحة فتكا وكان يكفيه لعبة (اتاري)... شريطة ان تكون بسيطة لا معقدة.... وبعضهم رسم على وجهه الكآبة وصارت تبدو على سيماه نفس مريضة شحيحه حيث اصبح رئيس حزب، أو عصابة، أو هيئة،.
وولد آخر ....يتصرف كما لو كان سياسيا بحق وهو لم يقرأ سوى (زي،زي)....
بعض هؤلاء هم الذين يملأون الدنيا ضجيجا ويتباهون باعتبارهم وطنيين اقحاح...
لقد تنكروا حتى لأمريكا التي جاءت ببعضهم ....
وان هذا لعمري امر طبيعي... فالعميل يتبع من يدفع أكثر، أو من يستمر بالدفع دون توقف أو يتبع الجهة التي تهدده وتخيفه... لأنه على الحياة احرص... تاركا الجنة للمعدمين من الناس...
وفي ظن هؤلاء ان الناس سيصدقون أنهم وطنيون، وسيباركون لهم مواقفهم، وسيزدادون فخراً ومع الفخر مالاً، وسلطة، وجاها...
لكنهم من فرط الغباء واهمون...
فالناس تميز بين الوطني الحقيقي والوطني صناعة (تايلاند)....او صناعة (تايوان)....
والناس يعرفون دوافع هؤلاء وكانوا يشدون على أيديهم لو كانت دوافعهم وطنية حقاً، لكنها مواقف لخدمة دول أجنبية ....لها مآرب ومصالح....واستراتيجيات....
لا علاقة لهم بالعراق...
لا يهمهم دماره...
لا يأبهون اذا أصبح العراق خاليا من أي قوة حقيقية تحميه بل يرحبون بذلك ويسعون اليه.
ليس لهم صلة بالشعب المحروم أو ما يسمونهم المستضعفين بل انه من الخير لهم ان يزداد المستضعفون ضعفا ويزدادوا هم غنى...
لكن هؤلاء ومن فرط الغباء ايضاً قد اخطأوا الحساب...وراهنوا على الجواد الخاسر، ووضعوا كل بيضهم في سلة واحدة جاهلين أو جعلتهم الرغبات متجاهلين... ان هناك خطوطا حمر، وان المهرجين في دهاليزهم فقط هم مسموح لهم بالثرثرة... اما خارج هذه الحدود فان هناك هراوات تقصم الظهور......
أما مصيرهم فهو على النقيض من الادعاء لان العالم لا يحركه اللغو الفارغ.... أنما تحركه قوى جبارة، منظمة، تعرف ما تريد، ومتى تحقق ما تريد.....
ورحم الله من عرف قدر نفسه فصانها.....
الدكتور
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك