المقالات

يجب أن يضغط الشارع على أعضاء البرلمان لإقرار الموازنة

1639 2014-03-15

خضير العواد

(علماً لقد كتب المقال في تاريخ 24-2-2013 لنفس الإزمة)

البرلمان هو أعلى سلطة تشريعية ويعتبر صمام الأمان للحكومات والشعوب في نفس الوقت ، لما له من دور فعال في السيطرة على الأوضاع وتهدأت الإمور في بعض الأحيان لأنه الوسيط المعتدل ما بين قواعده الذي أنتخبته والحكومة التي صادق عليها ، ويلتجأ الشعب والحكومة الى البرلمان في المخاطر الخارجية والداخلية لأنه المدافع الأول عن مصلحة الشعب والدولة ، ويعطي أعضاء البرلمان الأولوية القصوى في إقرار القوانيين التي تخص المواطن ويواضبون على الحضور ولا يتغيبون إلا في حالة الإضطرار

، ولكن الذي يحدث في العراق مغاير تماماً لعمل البرلمانات في العالم ، لأن البرلمان في الحالة العراقية هو المدافع الأول عن المصالح الفئوية والحزبية وأما المصالح الشعبية فتأتي تحصيل حاصل وليس هي الغاية أو الهدف ، وقد أثبتت هذه الرؤيا في عشرات التجارب التي مرة بها البرلمان في التصويت على القضايا أو القوانيين التي تهم المواطن ،

فبمجرد رفض قيادات الكتلة للقانون فأن أعضاء البرلمان يبقون في الكفتريا يأكلون ويشربون بأموال الشعب لكي لا يكتمل النصاب ومن ثم ترفع الجلسة لعدم إكتمال النصاب ، وما إقرارالموازنة إلا أبسط مثال على هذه الفئوية والحزبية التي تستهزيء بقضايا الشعب المهمة ومن ثم يُخسّر الدولة العشرات من مليارات الدولارات لعدم إقرار الموازنة وعضو البرلمان لا يكترث أو يتأثر لهذا الأمر الجلل الذي يمثل مستوى الحس الوطني عند عضو البرلمان وإحساسه بمعانات شعبه ،

وبمثل هذا التصرف تعطلت العشرات من القوانيين المهمة التي تخص حياة المواطن بشكل مباشر مثل قانون الأحزاب والإستثمار والتقاعد وغيرها كثير ، فقد أصبح البرلمان العراقي ساحة لتصفية النزاعات والمواقف وليس هو أهم مؤسسة للتشريع التي تنظيم حياة المواطن من أجل حياة أفضل ، بل أصبح البرلمان العراقي منتج للإزمات التي تهز الشارع العراقي في كل يوم ، بل أصبح هذا البرلمان يهيء الأجواء للإرهاب من خلال الإزمات التي يختلقها أعضاء البرلمان لأن بعد كل إزمة نلاحظ شوارع المحافظات قد علا في أجوائها صوت إنفجار السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة وفي شوارعها سالت الدماء الطاهرة للمواطنين الأبرياء العزل ، وبعد كل هذا الإستهتار من قبل الكثير من البرلمانيين بحقوق الشعب ولعدم وجود أي سلطة أو قوة تحاسبهم على هذا الإنحلال وعدم المبالاة بحياة المواطنين وما يعانون يجب على الشعب أن يحاسبهم من خلال صناديق الإنتخابات ويرفض إنتخابهم مرة ثانية ، وأما في الوقت الحالي ولعدم إقرار الموازنة بسبب المصالح الفئوية وغياب الحس الوطني وظهور الحس الطائفي البغيض فيجب على الشارع العراقي أن يقول كلمة الفصل في هذه الحالة التي تهدد حياته ومستقبله ، 

فإذا كان أعضاء البرلمان لايقدرون أن يقوموا بمسؤوليتاهم التشريعية فعلا الشعب أن يأخذ زمام المبادرة وأن يجبر البرلمانيين بالمصادقة على الموازنة التي تمثل القلب الذي يغذي الجسد بالدماء لأن تأخر إقرار هذه الموازنة سيدفع العراق وعمليته السياسية الى المجهول الذي لا يحمد عقباه ، لهذا ولعدم قدرة السياسيين الوطنيين أن يمرروا الموازنة فيجب على الشعب مساندتهم بالخروج الى الشوارع بأعداد مليونية بما يوازي النسبة الجماهيرية للذين يريدون تمرير الموازنة ، وإلا فأن ترك التحالف الوطني والوطنيين الذين يعانون معه وحدهم أمام من يريد تدمير العملية السياسية فهذا تحدي قد تكون نتائجه وخيمة لهذا يحب أن يسند الجميع بعضه بعضا حتى ترسوا السفينة على سواحل الأمان .


خضير العواد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو حيدر
2014-03-16
والله هذا كلام منطقي وقرار حازم ؟ أن يتزل الشعب العراقي بأعداد مليونية ويصرخون صرخة واحدة بوجوه هذه الشرذمة القليلة والشلة المفسدة والمعطلة لتمرير الموازنة التي يتوقف عليها مستقبل الوطن وشعبه لكي يتأدب الذين أختارهم الشعب ليكونوا عون فنقلبوا فرعون؟؟؟.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك