المقالات

ماذا لو لم ننتخب؟

2382 2014-03-15

عبد الكاظم حسن الجابري

العراق مقبل على استحقاق انتخابي جديد, متمثل بالانتخابات النيابية القادمة, والتي سينبثق عنها برلمان وحكومة, يقودان العراق للأربع سنوات القادمة.
مضت الدورات السابقة, والكل عايش الفشل والترهل, في كافة المؤسسات التشريعية والحكومية- وكان الشعب خلال تلك الفترة يعاني.
أفواج العاطلين غصت بها أرصفة الطرق, بحثا عن عمل, والانهيار الأمني على أوجه, يرافق ذاك عدم وجود نجاحات, على المستوى الإقليمي والدولي, فلم يفلح العراق في كسب محيطه, وبعض الدول المؤثرة عالميا.
الخدمات كانت الغائب الأكبر عن المشهد, فلا مشاريع عمرانية حديثة, ولا وجود لمشاريع بُنى تحتية عملاقة, بل الأمر كان برمته مشاريع ترقيعية, لا ترقى لمستوى الطموح.
الفساد المالي والإداري, فتك بمقدرات البلد, وصارت المحسوبية والمنسوبية, واقع للمشهد الحياتي في البلد.
كل هذه الأمور تجعلنا -ونحن مقبلين على انتخابات جديدة- تجعلنا مصابين بالإحباط, فالحكومات السابقة, كلها منبثقة عن انتخابات, كان الشعب مصدرها.
هذا الإحباط ولد تساؤلات في ذهن الناخب العراقي, إذا كان الحال هكذا فما فائدة الانتخابات؟.
صار التفكير بمقاطعة الانتخابات جديا, وهاجسا لدى اغلب الموطنين, فالحكومة ومجلس النواب لم يتركا أملا لدى الناخب, وسياسة الدولة جعلت الشعب يشعر باليأس والإحباط .
لكن يبقى هنا السؤال, مع كل هذا اليأس والإحباط, ماذا لو لم ننتخب؟!.
إن مقاطعة الانتخابات أمرا مرفوضاً, وأول من تصدى لرفض المقاطعة هي المرجعية الدينية, حيث أصرت المرجعية, على ضرورة الحصول على بطاقة الناخب, والاشتراك بالانتخابات.
هذا الإصرار يأتي من حرص المرجعية, وإدراكها إن التغيير يجب أن يكون حاضرا, في المشهد القادم. فالمقاطعة تعني بقاء المعادلة السياسية على ما هي عليه, وسيقوم الانتهازيين والمنتفعين من هذا الواقع, بالاشتراك بقوة في الانتخابات, كي يضمنوا استمرار منافعهم, ببقاء المعادلة على وضعها.
مقاطعة الانتخابات تعني قصورنا عن التغيير, وتعكس حالة اليأس التي لو استمرينا بها, فحتما ستؤول الأمور إلى تشبث طلاب السلطة بمناصبهم, الأمر الذي يُفْضِي إلى تولد دكتاتوريات جديدة, وهذا ما يخشاه الجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك