المقالات

من يحقق هذا الحلم الوطني المشروع؟

1498 2014-03-12

حميد الموسوي

يتحدث العراقيون العائدون من منافيهم القسرية او الاختيارية والذين قضوا فترات متوسطة او طويلة في بلدان المهجر بشكل خاص، يتحدثون عن النظام الذي يسير الامور هناك ويطبعها بوتيرة متداخلة بحيث تنتظم مثل حلقات سلسلة محكمة او حبات مسبحة انيقة لاتستطيع فصل بعضها عن بعض، ولاتستطيع الوصول الى مفصل الاّ من خلال مفاصل اخرى، بل لايستقيم عمل المفاصل الحيوية عند اضطراب احد المفاصل، مسارات لاتعرف العشوائية، تسير بخطى ثابتة ومحكمة على خارطة مرسومة بدقة تتحرك عجلاتها على سكة معقدة لكنها واضحة. الخطأ فيها غير مسموح كونها تدار بايد ماهرة موجهة من خلال افكار وقادة استثمرت خبرة تجارب ناجحة، جعلت منها قواعد واسسا رصينة لتشيد عليها ما تحتاجه الاجيال المواكبة لقطار الحضارة المتسارع والذي لاينتظر المتقاعسين في محطات اجترار الماضي واستذكار مفاخر الاجداد.
تخطيط مستقبلي مذهل لابسط وادق الهموم اليومية يتصاعد شيئا فشيئا حتى يصل اخطر المشاريع اثرا في حسابات الامن القومي والمصالح الوطنية العليا، يبدأ بتخطيط المدن وحسابات انفجارها السكاني لمائة سنة قادمة، وحاجة هذا المد السكاني التخميني الى عدد مكافئ من الجمعيات والوحدات السكنية والمستشفيات والحضانات والروضات والمدارس والجامعات وحاجيات التعليم لهذه الاعداد من الطبشور والقلم الى الحاسوب. والنوادي، والحدائق، والملاعب الرياضية، والسينمات، والمقاهي، والمسابح والمتنزهات ودور العبادة، والاسواق، والمعامل والمصانع ودور الرعاية الاجتماعية، وحكومات محلية، وقبل ذلك كله خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي وتخطيط الشوارع والجسور والانفاق ومرائب السيارات تمشيا مع ازدياد اعداد السيارات، ومحطات السكك والمطارات . ثم تتدرج هذه الحسابات فتترابط بالحسابات العامة للبلد ككل وسياساته الاقتصادية زراعة وصناعة واستثمارا، استيرادا وتصديرا وتعاونا وعلاقات خارجية تعود بالمنفعة العامة وديمومة استمرار عجلة ذلك المسار وتنفيذ مفردات خططه الحاضرة والمستقبلية، ولذا لاتجد اضطرابا ولاتلكأ ولا فوضى في اي حقل من الحقول او مفصل من مفاصل الحياة هناك بل لاتوجد مفاضلة في وتيرة تقدم حقل مهما كبر على حساب حقل مهما صغر وكأن كل ما تتطلبه الحاجة اليومية من ضرورات العيش المرفة الكريم تسير على حزام ناقل واحد وتتغذى من مصدر واحد وبنسب متساوية.
الخطأ فيها غير مسموح كونها تدار بايد ماهرة موجهة من خلال افكار وقادة استثمرت خبرة تجارب ناجحة، جعلت منها قواعد واسس رصينة لتشيد عليها ما تحتاجه الاجيال المواكبة لقطار الحضارة المتسارع والذي لاينتظر المتقاعسين في محطات اجترار الماضي واستذكار مفاخر الاجداد. 
قد يقال ان هذا حال الغرب الذي سبقنا تكنولوجيا بعقود وسنين، وهذا حال الشعوب التي سبقتنا بمستوى الوعي الثقافي والحضاري بفضل ما لديها من خيرات وما مرت به من تجارب وما تعاقب عليها من قادة وسياسيين مخلصين بعد تحررها من النظم الوراثية والدكتاتورية التسلطية. والى حد ما يكون هذا التبرير صحيحا، ولكن مع صحته فانه يقيم حجة دامغة علينا، ودليلا واضحا على تقاعسنا واتكاليتنا، اذ من المفروض ان نستثمر ونطبق ما انجزته تلك الشعوب وما حققته من تطور وتقدم على جميع المستويات وفي كل المفاصل مستفيدين في تجاربهم التي لم تتحقق الا عبر جهود مضنية وتضحيات جسيمة في الوقت الذي وصلتنا على طبق من ماس كحلول جاهزة ليس بينها وبين التنفيذ الا المال والقرار والايدي العاملة المخلصة، وما اوفر المال العراقي الذي بدد ويبدد في حروب فاشلة ومشاريع وهمية وفساد وافساد متواصل. وما اكثر الايدي العاملة العراقية التي تتلهف الى فرصة عمل وعلى مختلف المستويات وخاصة الملاكات الوسطية الحرفية والمهنية التي كانت ومازالت موضع اشادة وتقدير من قبل المشرفين على تنفيذ المشاريع الحيوية سواء في البلدان العربية او الاجنبية حيث اظهرت الكفاءات الوسطية العراقية جدارة ومهارة واتقان منقطعة النظير خلال هجرتها الاضطرارية بحثاً عن فرص عمل.
اذن المال موفور بفضل الثروات النفطية والمعدنية التي تشهد ارتفاعا متواصلا في الاسعار والطلب المتزايد عليها، والايدي العاملة وخبراتها المتراكمة موجودة وحسب الطلب، فلم يبق الاّ القرار المخلص والشجاع النابع من التصميم والاصرار، والمبني على التخطيط الصائب السليم لاعادة بناء العراق بما يتناسب وثقله الحضاري ومركزه المرموق في المنظومة الدولية وجعله في مصاف الدول الاكثر رقياً

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك