المقالات

انقلاب 2014.!!

1641 2014-03-09

حسين الركابي

يبدو إن معظم ساسة العراق لا يفهمون أبجديات السياسة، ولا يدركون لغة الحوار، والحقوق، والواجبات، ويتمتعون بخدمة خارج التغطية الأخلاقية، والإنسانية طيلة العشر سنوات المنصرمة. 
يمر العراق طيلة هذه العشر سنوات العجاف بأزمات كبيرة، ودخل في أنفاق مظلمة جعلته في نهاية المطاف يقف اليوم على حافة الهاوية؛ بسبب الأزمات الانتخابية التي يفتعلها"لواحيك السياسة" وما إن خرجنا من أزمة إلا ودخلنا في أخرى؛ حتى أصبحنا نعيش الأزمات حسب الأهواء السياسية، والمصالح الشخصية، حيث أصبح ملك الموت يتربص لنا تحت السن ساسة العراق؛ ما إن تفوهوا بشي حتى أصبحنا أشلاء متناثرين، وأيتام مشردين، وأفواج متسولين، وأرامل لا ناصر لها ولا معيل. 
إن الشعوب المتطورة، والمتقدمة في جميع المجالات، وعلى كافة الأصعدة تستقي تطورها، وثقافتها، وحضارتها من خلال مشارب ساسة البلاد؛ أو الماسكين"بلجام" الأمور. 
إما ساسة العراق اليوم لديهم رؤية مختلفة، وأسلوبا خاصا قد يميزهم عن الكثير من قادة العالم، والمنطقة، والذي من خلاله استطاعوا إن يكسبوا الجولة"مرتين" من خلال افتعال الأزمات، والتسقيط السياسي، وإلقاء التهم جزافا، وشراء الذمم الإعلامية، وفبركة الأمور، وخلق أجواء متشنجة، والاتفاقات خلف الأبواب الموصدة، وتبادل المنافع من تحت الطاولة؛ كل هذه الأساليب المراهقة، والطرق الملتوية، قد كان ينتهجها النظام ألبعثي منذ سبعينات القرن المنصرم إلى 2003 حيث زج الآلاف من أبنائنا في حروب همجية، سلطوية، غايتها التمسك بالكرسي، وحكم الشعب بالحديد، والنار، وإركاعه تحت رحمة المسؤول. 
هذا الأسلوب الذي سئمنا منه طيلة تلك الفترة الماضية، بدا يعود ألينا، ويتسلق في الأروقة السياسية العراقية من جديد، وصار ياخذ طابع التقدم عند أصحاب القرار، ويتصدر بوابات الحديث؛ حيث فوجئنا بقرار رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي، وخلال كلمته الأسبوعية في كل أربعاء، والتي نسخها من فكرة الملتقى الثقافي الأسبوعي للسيد"عمار الحكيم" رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وهذا القرار القاضي بتجميد عمل اكبر سلطة تشريعية، ورقابية في العراق، والمؤتمنة على أموال الشعب، ومقدرات البلاد، والحامية للعملية السياسية، وراعية للدستور؛ الذي صوت عليه اغلب أبناء الشعب العراقي، ومشرعة للقوانين التي من شئنها إن تحل الكثير من العقبات في المجتمع بصورة عامة. 
لا شك إن مثل هكذا أمور تعد انقلاب واضح على أرادت الشعب، وانتهاك حقوقه، والالتفاف على الدستور، وهذا الأمر يدق ناقوس الخطر على الشعب العراقي، وعلى العملية السياسية برمتها، ويعيدنا إلى ما قبل 2003 أبان حكم إذا قال"القائد قال الشعب"...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك