المقالات

خطورة الإنقياد الأعمى خلف "شبكات التواصل الإجتماعي" بمجالها الخبري

1963 2014-03-04

بقلم : محمد ابو رغيف الموسوي

منذ إنبلاج القرن الواحد والعشرين وما حمله من ثورة معلوماتية متجددة , و"شبكات التواصل الإجتماعي" وبمختلف مجالاتها وأسمائها باتت تَحتل مساحة متنامية من حياة عشرات بل مئات الملايين من البشر الذين يرون فيها ضرورة حياتية وإلزاماً إجتماعياً يُمكنهـُم من الإطلاع والتواصل . إلا إن هذه الوسائل وأخذاً بما تشهده الساحة العالمية والعربية من تقلبات سياسية عاتية وتصارعات ميدانية دامية , ولما فيها ( الوسائل ) من سهولة في تحرير النص ونشر الصور بل وحتى البث الحي والمباشر للحدث الجاري على يد الهواة فضلاً عن أهل الإختصاص . باتت تشكل مصدراً لا يُستغنى عنه في نقل وتعميم الخبر الصحفي . لما وجـّد عند عموم المتابعين وبلا إستثناء . من إنحياز واضح بل وتحريف فاضح للوقائع على يَدْ كـُبريات وسائل الإعلام العربية وخصوصاً المرئية مِنها (الفضائيات الإخبارية) والمقروءة (الصحف السياسية) تبعاً لتوجهات الدول الممولة والراعية لنشاط تلك الوسائل , فمن هنا حلت "شبكات التواصل الإجتماعي" وكما يراها المتابعين , كبديل مـُحايد ومستقل عن الإرادة السياسية المُسيرة للوسائل الإعلامية المعروفة , ولتشكل بحد ذاتها مصدراً خبرياً يُعتمد عليه بل ويؤخذ به في بناء المواقف والأراء الشخصية والمؤسساتية .

إن الإنقياد الأعمى خلف ما يُنشر على صفحات "شبكات التواصل الإجتماعي" المُختلفة , له وبل تأكيد تأثير سلبي على حركة الشارع وعاطفة من فيه . ولعل هذا التأثير لهذه " الشبكات" يتطور وتبعاً لوعي الجمهور ومستواه الفكري والتعاملي إلى ما لا يُحمد حصوله من مظاهر التباغض والتقاطع بل وحتى التحارب بين جبهتين لم يستندا في كثير من مواقفهما وآرائهما إلا على مشاركة بثت بقصد أو بغير قصد من على صفحات " شبكات التواصل الإجتماعي" على يدْ (مجهول) لا يُعرف عنه إلا إسماً حركياً إتخذه لتغطية شخصيةٍ واقعية لا تحب أن تظهر بصفتها الصريحة عند نشر مثل تلك الأخبار من على تلك "الشبكات" .

إن المسؤولية التي تقع على عاتق كل متابع للأخبار السياسية ومساير للأحداث الميدانية , هي التأكد مما يقرأهُ ويسمعهُ بل وَحتى ما يراه من قبل من أسميـّهم بـ (وسطاء الفتنة) الذين باتوا يتفننون في نشر سموم الإشاعات والأخبار المُحرفة والمزوقة مستغلين في هذا الأمر جوانب ثلاثْ. الأول هو سهولة إستحصال المنبر الإجتماعي المفتوح والمَجاني والمتمثل في "شبكات التواصل الإجتماعي" والتي لا يتطلب التسجيل والنشر فيها أي وثيقة رسمية يمكن الإستدلال بها على الشخصية الحقيقية للمسجل أو الناشر . والجانب الثاني فهو نتاجات الجهل المُركب المتولدة عند طائفة كبيرة مِن المتابعين لهذه المنابر المفتوحة , وأما الجانب الثالث هو إنجرار "شبكات التواصل الإجتماعي" وفي كثير من أسمائها وعناوينها البراقة إلى مستنقع التبعية السياسية والميولات الشخصية , لتلتحق بـِركبْ وسائل الإعلام العربية الكُبرى (العميلة !!!) . ولتساهم هي الأخرى في ترسيخ مفهوم الجَهل المُركب عند المُتابعين بعدما جعلتهم يفقدون الأمل والثقة في وسيلة كانوا بالأمس القريب يعتبرونها المصداق الأعلى والتجلي الأكمل لمعاني الإستقلالية والا تبعية . ولتصنع مِنهم أدواتً يُرجع لها عند تنفيذ أي مخطط أو غرض هدفه تحقيق ما لا يمكن للحروب المادية الصريحة أن تحققه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك