المقالات

العمالة بين التومان والريال والدولار!

2255 2014-03-04

قاسم العجرش

 ليومين متتاليين نشر لي في صحيفة المراقب العراقي عمودان، الأول كان عنوانه (التحالف الوطني: هل أنتم شيعة حقا؟!) وفي اليوم التالي كان عنوان ألواحنا الطينية تلك: (التحالف الوطني: من يحمل نعشنا؟!).

خلاصة العمودين ؛مثل خلاصة قصة يوسف..فتى ضاع فوجده أهله بعد ضياع!..خلاصة قصة التحالف الوطني أيضا: فتى ضاع وما زال أهله يبحثون عنه!

وواضح من دلالة العنوانين؛ أني أنقل إنشغالات الشارع الذي يمثله التحالف الوطني، ولم أك مروجا له كممثل عن الشيعة! كما لم أعلم وأنا أكتبهما أنني كنت طائفيا، كما أتهمني قاريء في رسالة وردتني على بريدي الألكتروني!

القاريء لم يكتف بالطائفية إتهاما، بل مضى أبعد من ذلك؛ حينما أتهمني بالعمالة لإيران، تلك التهمة الجاهزة ضد كل شيعي، سواء كان في العراق أو في هندوراس أو القطب الشمالي!

قلت في نفسي ربما قارئي هذا، قد وجد عبارة يفهم منها ميلا لإيران ضمن أحد العمودين، ولذلك قمت بمراجعة دقيقة لهما، وتأكد لي أني لم أقارب فيهما موضوعا يتعلق بإيران، لا من قريب أو بعيد، وأسفت على أني لم أفعل ذلك! فقد كان ممكنا أن أضمن في أحدهما، إشارات نحو الشرق، حيث كان يقف جيش صدام، حارسا للبوابة الشرقية للأمة العربية الواحدة، ذات الرسالة الخالدة، ضد الأطماع الإيرانية، مديرين ظهورهم لإسرائيل الى الأبد!

ولأنه لا يمكن تفكيك العلاقة بين الطائفية والعمالة، في مساحة عمود، سألجأ الى الأسئلة طريقا لتبرير عمالتي!

أول الأسئلة هو: هل أن هناك مشروعية للمذهب بدون الدين؟ لأن المذهب إذا لم يكن فرعا من دين، صار دينا مستقلا، الدين في المذهب رأس، والمذهب جسد، وعليه، فإن الطائفي هو الذي يعمل على الفصل بين المذهب والدين، كما حصل لدى جمهرة من فقهاء المسلمين المتقدمين، الذين لجأوا الى التأويل والقياس، لينشئوا مذاهبا أربعة باتت هي الرؤوس، أما الإسلام فإنه جسد، وبنوا قاعدة صلدة على أنهم الصحيح الأوحد، وما عداهم خطأ أو مشكوك فيه، ولذلك أطلقوا على كتبهم (الصحاح) ، كمقدمة لإحتكار الحقيقة الى يومنا هذا!

ثاني الأسئلة؛ وكي نعرف من هو الطائفي، أسأل من يدعي إحتكار المعرفة: كيف تأتى لك أن تعرف طائفيتنا، إن لم تكن ترانا بعين طائفية، قائمة على إنكار حقنا في أن نجتمع في بيت واحد، كما فعلتم أنتم؟!

الطائفية تتقمص دور الدين وتتزيّأ بعباءته وتتمظهر فيه، من أجل تسويغ وجودها ونفي الوجودات الأخرى، ونكتشف بلا عناء، أن الذين يتهمون غيرهم بالطائفية، يسعون إلى أخراج غيرهم من الدين نهائيا وهم طائفيين بامتياز..

كلام قبل السلام: أما العمالة لإيران، فهو أمر أرجوا أن يدلني على بابه، حتى أطرقه بكلتا يدي، لعل وعسى أجد خلف ذلك الباب؛ من يملأ ركابي بالتومان، كما ملئت ركاب صاحب الرسالة التي وصلتني أول أمس، بالريال السعودي والدولار الأمريكي، معلنا قبولي بالتومان برغم أن قيمته أقل في سوق العمالة من قيمة الريال والدولار!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك