التقارير

عمالنا الصغار..من ينقذ طفولتهم البريئة !!!؟؟؟؟


جيش من العمال في سن مبكرة !!!

السماوة/ احمد الاعرجيسرق الزمن الرديء طفولتهم ولعبهم البريئة . لم يعرفوا لهذه الطفولة طعم ووجدوا أنفسهم على حين غرة ضحية لسياسات هوجاء أحرقت كل ما هو جميل في هذا الوطن الذي هم جزء منه ولذلك فأن عليهم تحمل الألم والشقاء مثل الآخرين لالجرم اقترفوه سوى انهم ولدوا من رحم المعاناة ،أحلامهم ماتت على أعتاب بدايات العمر،يولد الطفل هنا رجلا ويموت كهلا.لا يشبهون أطفال العالم في شئ ألعابهم دفع العربات والمنشار والمطرقة ولغتهم الحكمة وسلاحهم الدموع لا يعرفون الراحة واللعب إلا يوم العيد .

الكثير منهم كان يراود خياله النقي حلم بسيط هو أن يحمل حقيبة المدرسة ليصبح يومأ معلما أو طبيبا أو مهندسا إلا انه حتى هذا الحلم تبدد وقد وجد نفسه مسؤولا عن إعالة أسرة أم مرملة أخت يتيمة أو أب عاجز عن العمل ولذا دفعته غيرته التي لم يعي حتى معناها إلى ولوج عالم قاسي لا يعرف الرحمة لا يفرق بين صغير وكبير إلا بما يبذل من جهد من اجل توفير ابسط ضروريات الحياة وليمنع أسرته من خطر الانزلاق إلى مهاوي لا تحمد عقباها في مهن لاتناسب حتى أعمارهم أو أوزانهم فترى الذي ينوء جسده الصغير ا بألاحمال وهو يدفع عربته أو من افترش الأرض ليبيع السجائراو عامل تنظيف والبعض الآخر كان أوفر حظا في اكتساب مهنه أو مهارة كأن يكون حدادا أو فيتر أو سمكري كل الجهد والألم هذا وهم يعتبرون أنفسهم افضل حالا من أقرانهم ممن ارتضى لنفسه التسول واستجداء الآخرين في وسط بيئة قد تخلق منهم مشروع جريمةفي المستقبل من خلال استغلالهم من قبل البعض من الشواذ .هم أكبادنا التي تسير على الأرض اللذين من حقهم علينا وعلى الحكومة أن ترعاهم وتضمن لهم كل ما من شانه أن يعيد لشفاههم الندية الابتسامة التي فارقتها منذ زمن بعيد ولتصنع منهم جيلا صالحا ينهض بعراقنا الحبيب نحو الرقي والتقدم أسوة بما معمول به في كل دول العالم التي تحرم عمل الأطفال وتضع قوانين وغرامات مادية وعقوبات قد تصل إلى السجن على المخالفين وتضمن حياة حرة كريمة لمواطنيها ،في كل بلدان العالم يضمنون للطفل كل شئ بدأ من الطعام إلى الدراسة وفق احدث الأساليب إلى غرفة النوم ولون جدران الغرفة.

تعالوا معي لنقف عند هذه الشريحة المظلومة ولنحل ضيوفا عليهم لنستمع إلى معاناتهم ،أحوالهم المعيشية ،الضروف التي قادتهم إلى العمل ،أحلامهم المؤجلة .في سوق الخضار الرئيسي في مدينة السماوة كان منتظر جميل ينادي على الزبائن لشراء فاكهته التي كان يضعها على عربة خشبية حدثني عن عمله فقال إنني اعمل منذ 3 سنوات أول مرة في بيع البيض ثم تحولت إلى بيع الخضار والفاكهة وابلغ من العمر الآن 14 سنة وقد تركت المدرسة في الصف الخامس الابتدائي ولو أن حالة أسرتي المادية جيدة لما تركت الدراسة فقد كنت أتمنى أن اصبح مدرسا أو طبيبا ولكن ما با ليد من حيلة فلجأ ت إلى العمل في هذه السن المبكرة .

تركت منتظر وأخذت بالتجول في هذا السوق الذي اكتظ بالباعة المتجولين من مختلف الأعمار وقد لفت انتباهي كثرة الأطفال اللذين كانوا يتراكضون وراء الزبائن في محاولة لإغرائهم بشراء أكياس النايلون ومن هؤلاء استوقفت الطفل رعد قاسم الذي كان يبدوا على وجهه علامات المرض والمعاناة وحين تحدثت معه تبين لي انه بالكاد يستطيع النطق وبصعوبة بالغة فهمت حديثه حيث قال لي إن له من العمر 10 سنوات وقد وجد نفسه منذ الصغر يتيم الأب وألام وهو لا يعرف كيف ماتوا يمارس العمل من اجل إعالة أخيه الصغير الذي يسكن معه في بيت جده وقد ترك الدراسة لعدم استطاعته النطق بصورة طبيعية ولان ظرفه المادي لا يساعد على ذلك . أما الحمالين فأن لهم حكايات وحكايات ومنهم ميثم حميد البالغ من العمر 12 سنة الذي قال انه يسكن في ناحية المجد التي تبعد حوالي خمسة عشر كيلو متر عن مركز المدينة وهو يأتي يوميا برفقة اثنان من اخوته اللذين يعملون حمالين كذلك بنقل البضائع في عرباتهم من اجل توفير لقمة العيش لعائلتهم وذلك لان والدهم مريض وغير قادر على العمل وقد ترك ميثم المدرسة في الصف الخامس والتي قال عنها انه كان يتمنى انه لو وجد نفسه في وضع مالي افضل لما فكر في تركها لحبه الشديد للدراسة .

توجهنا من سوق المدينة الذي يحمل الكثير من ألم ومعاناة هؤلاء الأطفال المساكين اليومية وصراعهم من اجل كسب لقمة العيش إلى الحي الصناعي في المدينة وهناك كان أول من التقيت به هو علي عاجل وله من العمر 14 سنة الذي قال انه حديث عهد بالعمل في محل السمكرة وبسب عدم إتقانه للعمل فأنه لا يكلف بأكثر من جلب الشاي أو معدات العمل لأستاذه في المحل وهو تارك الدراسة في الصف الخامس الابتدائي يعمل لا لغرض إعالة أسرته بل لانه فشل في الدراسة ولذا فقد فكر في اكتساب مهنه جديدة قد تفيده في المستقبل .وفي محل قريب لتصليح الراديترات كان عادل جفات(15 سنة) يتصبب عرقا بسب حرارة الجو وهو يحاول إصلاح أحد هذه القطع وعندما سألته عن السبب الذي دعاه للعمل قال انه يتيم وهو مسؤول عن أسرة مكونة من 6 أفراد بينهم أخ عاجز ولهذا فقد وجد نفسه ومنذ الطفولة مضطرا للعمل كما يقول لحفظ كرامة عائلته وهو كذلك تارك للمدرسة بسبب ذلك .

لقائي الأخير في هذا الحي كان مع باسم حمدان( 12سنة)وهو يعمل منذ حوالي عام في محل سمكرة وصبغ سيارات يقول انه معيل لاسرة مكونة من 10 أفراد ويسكن في ناحية الهلال التي تبعد حوالي 30 كيلو متر عن المدينة وقد ترك الدراسة في الصف الثاني لان وضع عائلته المالي لا يساعد على إكمال التعليم ولولا ذلك ما فكر في تركها .

كل الذين التقيناهم كانوا يتمنون علينا نقل صورة المعاناة والفقر التي بسببها تركوا مقاعد الدراسة واضطروا مجبرين إلى العمل وهم يأملون أن يكونوا آخر ضحايا هذا الجيل الذي كتب عليه الشقاء وان توليهم الدولة نوعا من الرعاية والاهتمام لجيل بل أجيال مهددة بالضياع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك