برز اسم ياسر أبو شباب في المشهد الأمني بعد بث كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس - في 30 مايو/أيار، مشاهد توثّق استهدافها قوة من 'المستعربين' التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
في أقصى جنوب قطاع غزة وبينما تتصاعد أصوات القذائف في رفح، يظهر رجل يثير الجدل أكثر من أي سلاح اسمه ياسر أبو شباب قائد ميليشيا مسلحة لا تتحرك إلا تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولد أبو شباب عام 1993 في رفح، وكان معتقلاً بتهم جنائية قبل معركة طوفان الأقصى، لكن قصف مقرات الأجهزة الأمنية أدى إلى إطلاق سراحه، ومنذ ذلك الحين بدأ يظهر كزعيم ميليشيا تتعاون مع الاحتلال وشاركوا في نهب المساعدات.
بدأ اسمه يتداول بقوة بعد إعلان كتائب القسام استهداف مجموعة مسلحة وصفتها بأنها عملاء وخونة، وسرعان ما جاءت الاعترافات علناً من الداخل الصهيوني.
"أفغيدور ليبرمان" اتهم حكومة نتنياهو بتسليح ميليشيات إجرامية داخل غزة، ثم أقر نتنياهو نفسه قائلاً: "ندعم جماعات معارضة لحماس من داخل القطاع".
صحيفة "وول ستريت جورنال" أكدت أن أبو شباب يتلقى دعماً مباشراً من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما قدرت تقارير أمنية عدد عناصره ما بين 100 إلى 300 ينتشرون قرب شاحنة الإغاثة ويعملون على سلبها بالقوة.
الأخطر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت تروج له وتلمع صورته، بل أجرى معه مراسل عسكري صهيوني مقابلة من داخل رفح ظهر فيها أبو شباب متحدثاً بثقة عن دوره المزعوم في ضغط الأمن.
وكان الاحتلال يعده لدور سياسي قادم، وتتوالى الشهادات والتقارير بما فيها تقارير استخباراتية وإعلامية التي تشير إلى تلقي ياسر أبو شباب وعصابته دعماً مباشراً من بعض دول المنطقة، في تطور يثير تساؤلات خطيرة حول حجم التنسيق القائم بين هذه الدول والميليشيات المشبوهة.
ولكن كل هذه المحاولات تصطدم بجدار الوعي الفلسطيني، إذ تبرأت قبيلته وعائلته منه صراحة وأعلنت براءتها التامة من أفعاله.
وبينما يسعى الاحتلال لتوظيفه كأداة، يبقى الإجماع الشعبي والفصائلي الفلسطيني ثابتاً، لا مكان ولا مستقبلاً لمشاريع الاحتلال مهما تنكرت.
https://telegram.me/buratha
