التقارير

“لعبة العرّابين".. كيف توظف أنقرة وواشنطن اتباعها في العراق لخلط الاوراق قبل الانتخابات؟


المعلومة / خاص..

تشهد الساحة السياسية العراقية تطورات لافتة تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات المرتقبة، والتي تعد حجر الأساس في مشروع استقرار العراق، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية، وفي خضم هذه الأجواء المشحونة، برز على السطح ظهور لافت لشخصيتين مثيرتين للجدل: طارق الهاشمي، النائب السابق للرئيس العراقي والمطلوب قضائياً، ومصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الأسبق.

الهاشمي يعود من بوابة الدعم التركي-القطري والإخواني

عودة طارق الهاشمي، المقيم في تركيا منذ سنوات بعد صدور أحكام بالإعدام بحقه بتهم تتعلق بالإرهاب، ليست مجرد صدفة. ظهوره الإعلامي والسياسي الأخير بدعم تركي قطري علني، وبتنسيق واضح مع دوائر محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، يعكس محاولة لإعادة تدوير مشروع سياسي قديم يسعى لإثارة الانقسام الطائفي، وضرب الاستقرار الهش الذي تسعى الحكومة الحالية لترسيخه.

التحرك التركي القطري في هذا التوقيت يبدو وكأنه رسالة مزدوجة: من جهة يريدان تعزيز نفوذهما في الساحة السنية عبر وجه مألوف مثل الهاشمي، ومن جهة أخرى يسعيان لتقويض العملية الانتخابية من خلال التشويش الإعلامي والتصريحات النارية.

الكاظمي في المشهد مجددًا… بظل أمريكي ثقيل

أما ظهور مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء السابق، فقد جاء متزامنًا وبشكل مثير للانتباه. الكاظمي، الذي ظل محافظًا على علاقاته الوثيقة مع واشنطن حتى بعد مغادرته المنصب، عاد ليطرح نفسه كـ”مرشح المرحلة” في ظل أزمات متفاقمة. ظهوره الأخير في محافل سياسية وإعلامية بدعم أمريكي غير معلن رسميًا، لكنه واضح في التوقيت والمحتوى، يعد إشارة واضحة إلى أن واشنطن لم تتخلَّ عن مشروعها السياسي في العراق.

الكاظمي يُستخدم كورقة ضغط، أو كخطة بديلة في حال فشل السيناريو الانتخابي في إنتاج حكومة تلبي التوازنات المطلوبة أمريكيًا.

 

خلط الأوراق… ضرب لمصداقية الانتخابات

التزامن المريب في عودة الهاشمي والكاظمي إلى المشهد يُفسَّر من قبل مراقبين على أنه محاولة مدروسة لخلط الأوراق، وتشويش الرؤية لدى الناخب العراقي. التوقيت ليس عشوائيًا، بل يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تتهيأ البلاد لخوض انتخابات قد تحدد شكل الحكم في المرحلة المقبلة، وسط تصاعد في الوعي الشعبي بأهمية الصوت الانتخابي في تقرير المصير.

تهدف هذه التحركات إلى التشكيك في جدوى الانتخابات، وزرع حالة من البلبلة والانقسام، ما يؤدي إلى عزوف الناخبين أو خلق مبرر لتأجيلها أو الطعن بنتائجها لاحقًا.

الانتخابات تحت النار

ما يجري اليوم هو معركة إرادات إقليمية ودولية تُخاض بأدوات محلية. فبينما يطمح العراقيون إلى مستقبل مستقر ومبني على إرادة شعبية حقيقية، تتحرك عواصم القرار الخارجي لإعادة تدوير شخصيات انتهى دورها شعبيًا، لكنها لا تزال صالحة في حسابات القوى الخارجية.

كما إن التحدي الأكبر اليوم أمام الدولة العراقية ليس فقط في إجراء الانتخابات، بل في حمايتها من التلاعب السياسي والإعلامي الذي بدأ مبكرًا، عبر إعادة تسويق الهاشمي والكاظمي كـ”منقذين”، في حين أنهما أدوات مكشوفة في مشاريع مشبوهة تهدف لتقويض الاستقلال السياسي للعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك