التقارير

وساطة بغداد بين أردوغان والأسد.. هل تثير غضب واشنطن وانتقام "قسد"؟


في مقابلة مع وسائل اعلام تركية قبل يومين، كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن دور تلعبه بغداد لـ"تأسيس أرضية مشتركة" بين أنقرة ودمشق، غير أن هذا التحرك ليس منفصلًا عن الاتفاق العراقي التركي، الذي من المفترض أن يتم وفق مضمونه "تنظيف" مناطق في إقليم كردستان من تواجد حزب العمال الكردستاني بموافقة ومساعدة بغداد.

السوداني قال في حديثه لوسائل اعلام تركية، انه على اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة"، مضيفا: "ان شاء الله، سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريبًا”.

ودعمت تركيا جماعات المعارضة السورية المسلحة لاسقاط الأسد، قبل ان يتراجع اردوغان ويعلن في 2022 ان الإطاحة بالاسد لم تعد على جدول أعماله في سوريا، وسبق ان فشلت وساطة روسية لاعادة العلاقة بين البلدين.

الا ان النجاح المحتمل للعراق في هذا الأمر يأتي مع وجود مصلحة مشتركة بين تركيا وسوريا، والمتمثلة بانهاء تواجد قوات "قسد"، الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية.

السوداني وفي خضم حديثه، قال إن "مصادر التهديدات الأمنية التي يواجهها العراق وسوريا تنبع من المناطق السورية "التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية".

ويُفهم من ذلك، بحسب مراقبين، أن هذه العبارة تشمل جميع المناطق سواء بما فيها المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في شرق سوريا، والمدعومة من الولايات المتحدة الامريكية.

وتعتبر قوات قسد الكردية المدعومة من واشنطن واحدة من اهم المخاوف الأمنية ل‍تركيا، جنبا الى جنب مع قوات حزب العمال الكردستاني المتواجدة في العراق، واتساقًا مع تصريح السوداني، ستكون المصلحة المشتركة تشمل البلدان الثلاث، فإزاحة "قسد" من مناطق شرق سوريا، يعني عودة سيطرة الحكومة السوريا بالكامل على أراضيها، وكذلك تخلص تركيا من واحدة من أكثر المخاطر التي تهددها المتمثلة بقسد، وكذلك حصول العراق على حدود مشتركة متصلة مع دمشق وليست بعيدة عن سيطرتها، خصوصا مع تعبير السوداني أن "المناطق التي لاتسيطر عليها الحكومة السورية تهدد امن العراق".

وبينما فشلت تركيا باقناع واشنطن بانهاء تحالفها مع قوات سوريا الديمقراطية، أدى ذلك إلى تقريب أنقرة من روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين لنظام دمشق.

من هنا، يرى مراقبون أن الوساطة العراقية، تهدف لاستنساخ تجربة الاتفاق العراقي التركي بالسماح بتوغل قوات انقرة للقضاء على حزب العمال الكردستاني وإعادة مسك المناطق من قبل القوات العراقية، فالوساطة القادمة ربما تحمل تعاونا مشتركا بين انقرة ودمشق أيضا ضد قوات سوريا الديمقراطية، وبمباركة من بغداد، الأمر الذي يدفع المراقبين للتساؤل عما اذا كان هذا المشروع "سيورط" بغداد في ضرب حلفاء واشنطن المتمثلين بـ"قسد".

كما ان قسد، هي قوات سبق ان تعاونت مع الجانب العراقي استخباريا وعسكريا في ملاحقة عناصر من داعش الارهابي غرب العراق وشرق سوريا، كما انها تحتفظ في سجونها على العديد من اخطر قادة داعش، الامر الذي يطرح تساؤلات أخرى عما اذا كانت الخطوات العراقية ربما تهدف لتقويض "قسد"، ما سيدفع "قسد" للانتقام وتسريب العديد من عناصر داعش تجاه العراق وعدم بذل الجهد في ملاحقتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك