التقارير

التحالفات السنية بين العزم والحزم !؟


 

 عمر الناصر ||

 

في علم الفيزياء عندما تكون القدرة غير كافية للقيام بأي عمل ،فلابد ان يكون هنالك حاجة ماسة للجهد وقوة العزم لغرض دعم مثل هكذا مهمة ، ومن اجل تحقيق هذا الهدف يفترض ان يكون هنالك انتقالة واقعية من الخطاب المستهلك والممجوح الذي لفظه الشارع ، الى تبني الخطاب الوطني بعنوانه العام والرئيسي وليس بعنواوينه الفرعية، لغرض اعادة الثقة بين جمهور الطبقة الرمادية وبين الاحزاب والتيارات السياسية القابضة على السلطة ، من خلال توسعة رقعة البرامج الواقعية الرصينة والانفتاح على الاخر بعيداً عن الحلول التلزيگية ، لتجنب الانجرار وراء بيئة مليئة بايونات التسقيط السالبة التي تتأثر بالمتغيرات والتحديات الانية واللحظية، باعتبارها جاهزة لاستقطاب ذبذبات التخوين التي لا احد يستطيع فك احجيتها الا الله والراسخون في العلم ومن له حظٍ عظيم.

تغَيُّر مذاق القوى السنية بعد عام ٢٠١٥ وانتهاج الفلسفة البراغماتية والتقرب الى الافكار المدنية ، وان كانت اضطراراً ضمنياً داخل قالب المحاصصة الطائفية ، تسبب بنوع من التمرد وخلل في تقبل بنية وتركيبة النظام السياسي الذي بني بعد عام ٢٠٠٣ ، والدليل اختلاف ديناميكية تحالف عزم في السنين الاخيرة في تغيير اليات المشاريع السياسية، بوجود توليفة مختلفة عن بقية ادوات المُنتَظِم السُني، بل نجده هو اول من تقارب مع الشركاء الشيعة والكورد خلال ازمة الانسداد السياسي ، وقريب من جميع القوى السنية ولا يستبعد ان يكشف الستار عن مفاجات جديدة ربما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة ، اذا ما ذهب لانتهاج نظرية"وسطية الوسط"ووضع تكتيك اعادة التمحوّر والتموضع والانتشار الجديد على الخارطة السنية ، فريق من الشارع يجد ان هنالك تحركات غير معهودة وتفكير خارج الصندوق قد ذهب اليه عزم لاحتواء طيف جماهيري واسع ، كان قد تضرر من تاجر بمشاعر بمن تضرر من تداعيات الارهاب والتهم الكيدية والمخبر السري والنزوح وبقية الملفات الاخرى المهمة من قبل بعض المحسوبين على المكوّن، في وقت بدأ تأثير بعض القوى السياسية السنية يضمحل ويتلاشى ويختفي من المشهد تدريجياً ، خصوصاً تلك التي استنفذت جميع شعارات وخطابات التهميش والاقصاء التي كانت مؤثرة بين عامي ٢٠٠٥ عام ٢٠١٠.

ما ادلى به زعيم تحالف العزم قبل ايام بعدم وجود نوايا للاطاحة برئيس البرلمان ولن يصوّت على اقالته ، بل من الممكن ان يتحالف مع تقدم اذا كان ذلك في مصلحة الجمهور ، دليل واضح على ان تأثير المشتركات مازال فعال داخل اروقة المعادلة السياسية ، ولن يذهب ليغامر بحصان خاسر ضمن سباق الخروج من شرنقة الافكار الكلاسيكية، بل من خلال ايمانه بضرورة الذهاب الى البرامج التنموية المستدامة مع الشريك السياسي المقبل والطامح بضرورة تمكين جمهوره المحتكر اقتصادياً والمُعَوّل عليه داخل المطبخ السياسي ، بدلاً من الوعود الفارغة التي ذهبت اليها الكثير من الشخصيات السياسية في محاولة لكسب ارقام واقعية بدلاً من الجماهير الوهمية التي ساهمت بانخفاض منسوب المشاركة الانتخابية الماضية التي ولدت الانسداد السياسي الخانق .

 

انتهى …

 

خارج النص / فلسفة الصقور تكمن بخلق قيادات جديدة غير مستهلكة تملئ المكان ولا تملئ الفراغ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك