التقارير

عيد الغدير في خمسينيات الكاظمية

1128 2023-07-08

د.أمل الأسدي ||

 

في القطانة حيث الكاظمية الحبيبة ، نتحضر قبل أيام لاستقبال عيد الغدير، جدتي الحاجة (خجة) من بيت (المعطوش) تلك المرأة الهيبة، تطحن (التمن عنبر ) بالهاون ،ومنذ الفجر تذهب لجلب حليب (الجاموس)، وتشتري (الزعفران) من دكان (سيد ناصر) من أجل إعداد(الزردة بالحليب)، ولابد أن تنادي علی والدي:

- المواعين الجديدة (بالكنجينة) نزليالي، ونزل وياها القماقم الفرفوري!

كنّا نتمنی  نحن ـ الأطفال ـ أن نكتشف مافي داخل (الكنجينة) إذ نتخيلها كمغارة علاء الدين وتلك القصص السحرية؛ لذا نجتمع لنری ماذا سيُنزل(والدي) منها؟

و نبقی نردد :(الله)كلما رأينا طبقا من الأطباق الأنيقة.

ومنذ الليل تجهز صينيةً فيها( الحنة والشموع) ولابد أن تأخذ الأحفاد صباحا الی حمام (الدروازة) كي يستعدوا للعيد، وفي العودة نمر علی بيت (الملاية رفعة) نؤكد عليها موعد الحفل(المولود).

أما جيراننا بيت( سيد محمد الموسوي) فقد اعتادوا علی إقامة مولود للرجال، تتقدمه محاضرة دينية تأريخية عن عيد الغدير، ومن ثم تبدأ الأهازيج(الهوسات) وأكثر ما أنتظره من بعد (العيدية) المشاهد التمثيلية، إذ بقيت راسخة في ذهني الی اليوم، فيقوم رجلان لأداء الأدوار ، أحدهما يجسد دور الإمام علي (عليه السلام) والآخر يجسد دورَ المخالفٍ؛ فيظهر بصورة رجل بدين (وكرشه ) كبير ، يترنح في مشيته ويقول:

-ماهمّ إلاّ هم العرس ، وما وجع الاّ وجع الضرس!!

فينهض الآخر كفارسٍ مهابٍ حكيمٍ فيقول:

ـ ماهمّ إلا هم الدَّين، وما وجع إلاّ وجع العين!

وهكذا يستمر الحوار والكل يتابع مستمتعا، ورائحة الأطعمة الزكية تفوح، يتصدرها (التمن عنبر والدولمة)، والمحلة كلها تتبادل (صواني الأكل)، والمحلة كلها تتبادل التهاني والتبريكات.

هكذا عيد الغدير بصوت أمي وعينيها!

تری كيف سيروي جيل اليوم  طقوس عيد الغدير بعد خمسين سنة؟!

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك