التقارير

هل تقبل واشنطن هزيمة مشروعها في أوكرانيا؟!


د. إسماعيل النجار ||

 

هل تقبل واشنطن هزيمة مشروعها في أوكرانيا وفي حال كانَ "لآ" ماذا بعد؟

واقعٌ يتغيَّر لغير صالح أميركا وأوروبا يفرِض نفسهُ من خلال وقائع الميدان على الساحة الأوكرانية، وحجم الخسائر الذي تُلحقهُ آلَة الدمار الروسية الفتَّاكَة في الجيش الأوكراني وأسلحتهُ الغربية كبير جداً،

روسيا العُظمَىَ أهانت الباتريوت ودبابة الأبرامز، وقَهَرَت ليوبارد الألمانية، وأسَرَت صواريخ جيفلين، ومزقت مدرعات mx15 الفرنسيه وأنواع أُخرَىَ كثيرة من السلاح السِرِّي الأميركي والأوروبي المتطور،

فيما فلاديمير بوتين مُصَمِمٌ على إبقاء الحرب مفتوحةً على أميركا وأوروپا على الأرض الأوكرانية وربما يتمَدَّد لطالما بدأوها، والرئيس الأميركي جو بايدن يرفض التفاوض والتسليم بنتائج هذه الحرب،

لذلك يفترِض المُراقبون أن مخاطر الإنزلاق نحو مواجهة مباشرة بين القوتين العُظمَيين لا زالت مُحتَمَلَة، لأن الدولة العميقه في العالم المثلي الشيطاني لن تستسلم لصمود روسيا ولا لعناد القيصر ولن تسلمه مفاتيح نصرٍ مؤزَر بهذه البساطه،

بدورِها أبواب المفاوضات مُوصَدَة أميركياً ولا بصيص أمل يلوح في الأُفُق نحو أي حَل،

لأن العالم منقسم عامودياً ولا يوجد فيه حالة وسط "تُشكِل" جسر عبورٍ نحو الحوار والسلام،

مخازن الدُوَل الغربيه بأكملها أصبحت شبه خاويه من السلاح والذخائر، والمصانع الحربية الأوروبيه وخصوصاً الفرنسية والبريطانية ليست لديها الكفاءة العاليه لإنتاج كل ما تحتاجه الحرب في أوكرانيا، أمَّا المخازن الإحتياطيه الأميركيه في الشرق الأوسط والكيان الصهيوني أصبحت شبه فارغه مع العلم أن تل أبيب تعتمد إعتماد كُلي عليها، فأصبحت تل أبيب اليوم تعيش هاجس الحرب مع المقاومة في لبنان بسبب تنامي قدراتها وقوتها والنقص الحاد في السلاح والعتاد والذخائر لديها،

بينما روسيا القيصر لا زالت تستخدم مختلف أنواع الأسلحه والدبابات وراجمات الصواريخ بكثافه معتمدةً على تخزينٍ عسكري كبير منذ العهد السوڨياتي السابق،

فهيَ أستخدمت في هذه الحرب كامل السلاح والعتاد القديم من طائرات ودبابات وآليات نقل عسكرية مدرعه وغير مدرعه، الأمر الذي وفَّرَ على موسكو خسارة أعتدة عسكرية جديدة ةومتطورة فاستفادت منهم روسيا في بداية المعركة غير آسفه على خسارتها بعضها لطالما أنها أوفَت قِسطها من العُلا ،

بدَورِها واشنطن تَتخبَّط وتحاول تبريد بعض الجبهات على جنباتها ومن حولها وعلى رأسها جبهة إيران التي تشكل بالنسبة لها الرعب الأكبر في المنطقه،

 والهدف هوَ عدم السماح لأي أحَد في العالم بإشغالها ومحاصرتها،

ولكنها لا زالت تضغَط  في بعض الأماكن المهمة بالنسبة إليها كلبنان وسوريا اللذان يُشكلان بحساباتها  مصدر قلق وإزعاج دائم لإسرائيل،

إن المعركة مع موسكو تعتبَرها واشنطن أولوية، ومتقدِمَة على  غيرها من القضايا  فهي تريد من خلالها استنزاف روسيا  وكسرها لإخضاعها من أجل أن تتفرَّغ لمواجهة الصين في المستقبل،

ومن أجل كسر روسيا هذه تحاول أميركا حالياً تخفيف التوترات وإطفاء الحرائق بينها وبين الصين في محاولة منها لخلق جَو توافقي جديد وعزل روسيا بغاية دق إسفين بين البلدين، لكنها لن تفلح ولن تنجح.

الأمور بكُل تأكيد ستزدادُ سوءً في أوكرانيا، وحسم نتائج الحرب يحتاج إلى صبر وثبات لعدة أشهر أُخرىَ وربما أكثر حتى تصرخ أوروبا قبل أميركا وينتهي الأمر،

بينما في أوكرانيا لن يبقى رجال حتىَ يحملوا السلاح ويقاتلوا بسبب ضراوَة  وشراسة هذه المعركة.

 

بيروت في...

           18/6/2023

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك