التقارير

اكذوبة عداء نظام العفالقة لامريكا


اسعد عبدالله عبدعلي ||

 

منذ السبعينات والإعلام الرسمي في العراق يبث فكرة كاذبة مخادعة.. وهي: أن نظام الحكم البعثي في العراق هو ضد امريكا واسرائيل! تلك الصورة الكاذبة التي رسمها نظام البعث ليوهم الجماهير الساذجة انهم الحكام الذين يحاربون طواحين الشر العالمي, وانه هنالك دوما مؤامرة عالمية لضرب ثورتهم وخططهم لبناء دولة قوية, وهكذا تعمل الماكينة الاعلامية الرسمية في العراقي منذ السبعينات الى عام 2003, لكن الحقيقة شيء مختلف, فكل ما جرى كان بتعاون ودعم امريكي حتى وصل البعث للسلطة, وما تلاه من قيام نظام صدام من حروب في عام 1980 و 1990 فكانت بتوجيه امريكي وطاعة بعثية مطلقة.

•      فوائد الأرشيف الصحفي

من أعظم فوائد الارشيف الصحفي أن يحتفظ ببعض التاريخ, فقط يحتاج لمن يطالعه ويبحث فيه عن ما تم إخفائه, فقبل ايام كنت اتصفح عددا لجريدة القبس الكويتية الصادر في تاريخ 7-4-1975 حيث انني من عشاق أرشيف الصحف العربية, ووجدت في الصفحة السابعة والتي عنوان باقول الصحف, وكان هنالك موضوع شدني لقراءته, وهو بعنوان (نظرة على الوجود الامريكي والسوفيتي في العراق),  تحليل سياسي مترجم لصحيفة غربية, وهنا سنحاول فهم ما كان يدور بالخفاء عن الاعلام العراقي وكان مكشوف للعالم الخارجي.

•      تحليل خطير

يبدو الموضوع بكشف اسرار مهمة عن كيفية تجري الأمور في نيسان من عام 1975.

يبدأ التحليل بالتطرق الى سر عراقي.. يفصح الحليل عن تولي عدد قليل من الدبلوماسيين الأمريكيين ادارة المصالح الامريكية في العراق من خلال قسم خاص داخل السفارة البلجيكية في بغداد, ويتحدث المقال عن نشاط كبير للعلاقات التجارية بين البلدين حيث يؤشر الى ارتفاع الصادرات الامريكية للعراق من (32200000) اثنان وثلاثون مليون ومئتان الف دولار عام 1971 الى (284000000) مئتان واربعة وثمانون مليون دولار عام 1974 وهو رقم خيالي في عقد السبعينات!فتصور ماذا كان يستورد من أمريكا ومعلوم أن السلاح العراقي كان روسي! وهذه المبالغ ذات الارقام الفلكية في عقد السبعينات تدفع لامريكا مقابل أمر غير معلوم! فماذا استورد النظام البعثي من امريكا بهذه المبالغ! يبدو انها مبالغ مقابل دعم أمريكي للسلطة.

وكان نظام البعث يعلن انه ضد اقامة علاقات دبلوماسية مع واشنطن بسبب موقفها من الصراع العربي-الصهيوني, وبالمقابل يفتحها بالسر عبر السفارة البلجيكية فاي نفاق ابشع من هذا! ويتم تحويل هذه المبالغ المهولة الى امريكا سنويا بمعدلات متضاعفة من سنة إلى أخرى.

•      السوفيت والكعكة العراقية

واما الاتحاد السوفيتي فكان مصدر السلاح للعراق, مع ان نظام البعث كان على خلاف شديد مع الحزب الشيوعي العراقي, وكان يشن حملة اعلامية ضد الفكر الشيوعي لابعاد الناس عنهم, وقد خدعهم وبطش بهم في السبعينات من القرن الماضي, فالكثير من الاموال المستحصلة من بيع النفط العراقي في السوق العالمي, كانت تتحول الى موسكو مقابل الاسلحة, فالوزن العسكري للروس كان كبير, وفات على الروس الدخول كشريك اقتصادي في العراق. 

وكان الانفتاح التجاري العراق الأكبر على ألمانيا وفرنسا واليابان وبريطانيا, واغلبها صفقات مقابل مواقف سياسية داعمة للجنون البعثي المتصاعد.

•      النفاق البعثي

يتضح للقارئ هنا حجم النفاق البعثي, الذي كانت تمارسه عبر وسائل الاعلام عبر عقود, فهي تمد امريكا باموال النفط تحت عنوان علاقة تجارية, وتعلن الحرب على أمريكا في الإعلام وفي الخطاب الرسمي, فهي قواعد لعبة متفق عليها بين امريكا ونظام البعث, خصوصا ان نظام البعث جاء بعون امريكي للحكم, وتتواصل مع امريكا عبر سفارة بلجيكا وتقول للاعلام لا حوار مع الامريكان, بل ان النظام البعثي كان يمد الدول العظمى (امريكا-فرنسا-بريطانيا) الأموال المتحصلة من بيع النفط, ويساهم في رخاء واستقرار لكل الدول التي يطلق عليها في خطابه الرسمي بالدول الامبريالية.

اما العداء الحقيقي فكان يوجهه لسوريا وايران والاكراد والاغلبية الشيعية, وهذا ما ينسجم مع رؤية الدولة الامبريالية في إحراق العراق بحروب عبثية ومشاكل داخلية.

•      رسالة أخيرة

على الانسان ان يكون واعي ذو افق واسع, لا يصدق كل ما يقال, وأن يأخذ من اكاذيب نظام البعث عبرة وموعظة, وان يقف طويلا امام كل مدعي يطالب بالعدل ومحاربة الظلم والفساد, فهي مطالب الانسانية منذ القدم, وقد رفعها الطغاة شعارا لهم للسطو عل الحكم, أمثال بني أمية وبني العباس وهتلر وصدام وحتى الصهاينة, وعبر الشعارات الفارغة يتم تلميع صورتهم, لذلك ايها القارئ كن صبورا ولا تتخذ المواقف قبل التمحيص.

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك