التقارير

كيف تنام "السعودية" هانئة على قنابل إسرائيل النووية .؟!


اسامة القاضي ||

 

كاتب سياسي يمني

 

الى وزير الخارجية السعودي ..

"إذا حصلت إيران على سلاح نووي، سيكون من الصعب التكهن بما سيحدث، نحن في وضع خطير للغاية في المنطقة، ويمكنك أن تتوقع أن دول المنطقة ستدرس بالتأكيد كيفية ضمان أمنها"، هذا الكلام لـ "وزير الخارجية السعودي" فيصل بن فرحان، في مؤتمر السياسات العالمي الذي عقد في أبوظبي قبل اسبوع.

واضح ان تهديد فيصل بن فرحان، من ان جيران إيران في الخليج الفارسي سيتحركون لـ "تعزيز أمنهم" إذا "امتلكت إيران أسلحة نووية"، يكشف وبشكل لا لبس فيه عن ان موقف السعودية وبعض دول الخليج الفارسي مثل البحرين والامارت، من البرنامج النووي الايراني السلمي، هو موقف ينطلق من مصلحة امريكية اسرائيلية بحتة، لا أثر فيه لمصلحة عربية او اسلامية او حتى سعودية.

بل تعتقد السعودية انها تقدم خدمة لا تقدر بثمن لامريكا واسرائيل، عندما تكرر مثل هذه المواقف، التي تحاول من خلالها الايحاء، ان المنطقة ذاهبة الى سباق تسلح نووي، في حال امتلكت ايران سلاح نووي، وعلى العالم ان يوقف ايران، قبل فوات الاوان.

ويتساءل المرء عن اسباب كل هذا العداء السعودي غير المفهوم لايران، وهو عداء يتجاوز عداء حتى امريكا و "اسرائيل"، فالعداء الامريكي "الاسرائيلي" مفهوم واسبابه معروفة، ولكن عداء السعودية، محيّرا، فهي يمكنها وبكل بساطة ان تُصلح علاقاتها مع ايران على اساس حسن الجوار والاحترم المتبادل والمصالح المشتركة، لما فيه خير البلدين والمنطقة، فإيران بحكم الجغرافيا ستبقى جارا للسعودية والى الابد.

اما امريكا فهي ليست جزءا من المنطقة، وتاريخيا كانت ومازالت مصدرا لكل الشرور في العالم، أما اسرائيل فهي كيان مؤقت ومزيف وارهابي ومرفوض من قبل شعوب المنطقة، ويكفي ان نلقي نظرة سريعة الى ما جرى في قطر على هامش بطولة كأس العالم، لنتأكد من هذه الحقيقة.

مؤكد العداء السعودي لايران، هو حاجة "امريكية واسرائيلية" بالدرجة الاولى، ولا خيار امام المسؤولين السعوديين، الا الاعلان عنه واظهاره بمناسبة او بدونها. فالسعودية التي تعلن في كل مرة انها ستحصل على السلاح النووي لو امتلكته ايران، تعلم جيد ان ايران لم ولن تسعى وراء السلاح النووي، وانها اكثر بلدان العالم تعاونا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي شهدت وباكثر من 15 تقريرا على الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني.

بل هناك العشرات من المفتشين الدوليين يراقبون المنشات النووية الايرانية، كما ان السعودية تعلم جيدا ان امريكا لن تسمح لها بامتلاك اي سلاح تقليدي يمكن ان يهدد تفوق اسرائيل العسكري في المنطقة، ناهيك عن السلاح النووي، لذلك فان تهديدات ابن فرحان لايران، ليست سوى تهديدات أملتها عليه أمريكا واسرائيل، واقتصر دوره على تكرارها فقط.

ختاما؛ لم نتطرق في هذه السطور الى عدم قلق السعودية والبحرين والامارات، من وجود اكثر من "200 قنبلة نووية" في ترسانة الكيان الاسرائيلي، وإقتصار قلقهم فقط على "البرنامج النووي الايراني السلمي"، لاننا كنا ومازلنا نعتقد، انه لا السعودية ولا البحرين ولا الامارات، كانت يوما تنظر الى اسرائيل كعدو، بل ان وجود اسرائيل مدين الى حد كبير للانظمة القبلية التي تحكم في هذه البلدان.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك