التقارير

امريكا والعراق والتغير المناخي!..

1538 2022-05-11

ا.د جهاد كاظم العكيلي ||   يُصنف التغَّير المناخي بأنه محاولة أمريكية أخرى تستهدف إخضاع  العراق وإبتزازه ماليا على غرار ما قامت به مسبقا من مخططات كثيرة لعل اهمها إحتلال العراق في العام 2003، وما تلا هذا الإحتلال من تدخلات سافرة على الصعد كافة، ومنها العوامل المُسببة للتغَّير المناخي ..  إن التدخل الأمريكي هذا تتسلل لنفوس العراقيين بشكل غير طبيعي على إعتبار أن هذا التغَّير  المناخي يندرج ضمن مخاوف زيادة حدة التدهور البيئي وتفاقم ظاهرة التصحر الذي لم يشمل العراق وحسب بل شمل عدد غير قليل من دول العالم، ومنها على وجه الأخص تلك التي تعاني من أزمات سياسية وإقتصادية حادة، والواقعة تحت مطرقة النفوذ السياسي الأنجلو ــ أمريكي، ومنها العراق الذي أصبح حاله أسوء من حال عدد من الدول الأفريقية والآسيوية، وهي التي لا تمتلك قدرات بشرية وإقتصادية مثلما ما يمتلكها العراق .. وفي الحقيقة نحن لا نعرف بالضبط ما هو مبرر الخوف والقلق الأمريكي الذي يراودها على الدوام إزاء تحسن الوضع البيئي في العالم وهي، من أوائل الدول السبع الصناعية الكبرى التي يهمها تحسن وضع المناخ في العالم كما تدعي، والدليل على ذلك تهربها الدائم بعدم دفع المستحقات المترتبة بذمتها ماليا، وهي التي تمتلك اكبر آلة صناعية في العالم، وتعتبر إحدى أهم المصادر المسببة للتدهور البيئي والتلوث المناخي، وهذا ما أقره وأشار إليه بوضوح مؤتمر المناخ الذي إنعقد في العاصمة الفرنسية باريس في العام 2015، وحضرته جميع الدول الصناعية الكبرى ..  ويعد مؤتمر باريس هذا اول مؤتمر عالمي قدَّم مشروع للإنفاق النهائي لإتفاقية المناخ والمحافظة على خفض الإنبعاث الحراري، وعلى مدى ٢٥ مؤتمر لقمة المناخ ولا زالت امريكا تتنصل دوما عن الإيفاء بإلتزاماتها المالية التي اقرتها جميع مؤتمرات قمة المناخ، حيث تقدر الأموال بمئة مليار دولار تدفع  لدول العالم الثالث وهي، الدول الأكثر تضررا نتيجة الإنبعاثات الحرارية الملوثة للبيئة ..  والأمر المثير للدهشة في منهج السياسة الأمريكية، أنها بدلا من تفِ بإلتزاماتها المالية هذه راحت تتهم الدول الصناعية الكبرى في عدم الإلتزام بإيفائها ومنها الصين على سبيل المثال، وتعتبرها إنها هي التي تقف وراء ما يحدث من تلوث بيئي، وراحت أمريكا ايضا تستخدم سياسة تحذير الدول الفقيرة ومنها على سبيل المثال العراق وماينمار، وتلقي باللائمة عليها إزاء ما يحدث من تلوث بيئي، وكأن هاتين الدولتين تمتلك مصانع تفوق حجم وعدد المصانع الأمريكية ومصانع الدول الصناعية الكبرى ..  وقد أشار إلى ذلك بصراحة ووضوح تقرير امريكي سربه المجلس الإستخباري الأمريكي الخاص،  وفيه حذر الدول الفقيرة من مخاطر التدهور البيئي، لكن العراق ودول أخرى وقعت ضحية لسياسات دول الغرب وأميركا في حروبها وصناعاتها الكبيرة التي تبعث غازات ثاني اوكسيد الكربون الذي أخذ يؤثر على الخلاف الجوي مسببا الإحتباس الحراري ما تمخض عنه إرتفاع درجات حرارة الجو وتوسع ظاهرة التصحر تسببت هي الأخرى بحدوث عواصف رملية متكررة، وهو أمر مضحك للغاية ..  في هذا السياق يبدو أن امريكا إعتادت في سياستها الخارجية هذه القاء تهمة التلوث المناخي على دول العالم الثالث للتنصل من تسديد ما بذمتها من التزامات مالية، وواضح للعيان تحميل العراق على سبيل المثال أعباء مالية وبطرق إلتفافية، وذلك لتخويفه من أن مساحات شاسعة من اراضيه ستبقى عرضة دائمة للتصحر والتلوث مما يتسبب من خنقه اقتصاديا بحجة فقدان ثرواته النفطية، حتى تكتمل حالة تشديد الخناق عليه، وهي التي دمرت كل القطاعات الخدمية العراقية ومنها الصناعية وقطاع الطاقة الكهربائية، وإبتزاز العراق ماديا من خلال إرغامه بدفع تعويضات ماليه نيابة عنها والتي اقرتها دول المناخ بسبب تدهور المناخ البيئي، وكأن العراق هو الذي يتصدر للصناعات الكبيرة التي هي مبعث لثاني اوكسيد الكوبون، فضلا عما فعلته بإجبار العراق لمد أنبوب تصدير النفط العراقي إلي الأردن ومصر، وبيعه بأرخص الأثمان مكلفا العراق ٢٨ مليار دولار، ألزمت العراق بدفعها مما يعد سرقة واضحة لعائدات طاقته البترولية اولا، وثانيا تتخلى امريكا أيضا عن دفع معوناتها المادية المخصصة لدعم الأردن ومصر ..  إنه من المؤسف حقا أن يتجه السياسي الأمريكي، لتوظيف ذرائع واهية للبحث عن دول تدفع عنها التبعات المادية التي إلتزمت بها مع دول اخرى، ما يعني أن امريكا تفتعل هذه المخارج السياسة لتحميل العراق وزر تبعاتها المالية، وهي أحد اوجه إبتزاز شعب العراق التي تستهدف ايضا إذلاله بشكل علني ما يبعث المخاوف في نفوس العراقيين الذين لم يتبق لديهم غير تربة متصحرة وستتصحر اكثر واكثر، وسيصاحبها شح المياه الذي يعتبر مصدر لحياة الشعب لم يذق الراحة والأمن والسلام منذ عام الإحتلال الأمريكي 2003 وحتى الآن ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك