التقارير

لا حرب مع أذربيجان..!


  نعيم الهاشمي الخفاجي ||    الخلافات الحدودية ما بين دول العالم أمر طبيعي وفي بعض الحالات تتحول الخلافات الى صراعات عسكرية محدودة مثل الصراع الهندي الباكستاني حيث مضت أكثر من خمسين سنة لا يوجد سلم ولا حرب متواصلة، إنما تحدث اشتباكات قصف مدفعي وفي بعض الحالات يتم الاستعانة بالقوات الجوية لكلا البلدين، حدثت قبل أيام خلافات إيرانية أذربيجانية الإعلام البدوي الوهابي المتخلف غطى الأحداث وكأن حرب قد وقعت ما بين البلدين، رغم أن هناك روابط دينية وقومية ومذهبية جامعة مابين ايران واذربيجان، كلام المرجعية الشيعية مطاع في كل من إيران وأذربيجان.  التصعيد الإعلامي  بين إيران وأذربيجان، أمر طبيعي حيث توجد بين الدولتين حدود مشتركة  بطول سبعمائة كيلومتر شمال غربي إيران، بدأت المشكلة حكومة أذربيجان فرضت رسوم على الشاحنات الإيرانية، الخلاف الاذري الأرمني يلقي في أعبائه حيث صرحت إيران انها لم ولن تسمح في وجود تنظيمات وهابية جلب تلك التنظيمات أردوغان من سوريا لمقاتلة الأرمن في كرباخ، حتى القصف المدفعي ما بين الأرمن والاذريين طال بعض أجزاء طريق بري يربط إيران ما بين ايران مع أذربيجان وأرمينيا بسبب تداخل الحدود، أن إيران تستخدم طريقاً يربطها بجنوب أرمينيا، وتمر أجزاء منه عبر أذربيجان، وبعد الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا باتت بعض الأراضي تحت سيطرة أذربيجان، ومنها بلدة بها طريق تعبر من خلالها الشاحنات. فرض رسوم طرق على شاحنات إيرانية لا يمكن أن يكون سبب في  اندلاع حرب بين الدولتين، لا يخفى على أي متابع أن الصراع الاذري الأرمني فتح المنطقة لتدخلات أردوغان وبني صهيون لكن هذا الوجود يبقى محدود وليس مؤثر بظل انهزام الناتو من أفغانستان وانسحاب قوات الناتو من اراضي طاجيكستان وتركمانستان، الإعلام البدوي الخليجي يعيش في حالة الهذيان بالقول حول تغيير الديمغرافية الشيعية في أذربيجان ويتغافل هؤلاء أن من يحكم أذربيجان حكومة غالبيتها شيعية، بكل الأحوال امريكا ومعسكرها انسحبت من أفغانستان وفي القريب العاجل يكون هناك  انسحاب أميركي من العراق، أو تخفيض لعدد القوات هناك، المستكتبين الأعراب يحللون من منطلقات مذهبية بغيضة، العالم وبالذات الشرق الأوسط يشهد صراعات دولية في أدوات محلية عراقية وعربية، والعرب بكل الاحوال منهوبة ثرواتهم، وجود علاقات جيدة ما بين تركيا وأذربيجان لايعني ضد ايران كما يحاول الإعلام الوهابي تصوير ذلك، بل هناك روابط قوية تربط ايران واذربيجان دينية ومذهبية لا يمكن ان تصل الى الحرب، أذربيجان اعادت علاقاتها مع روسيا عكس ما كانت سابقا أي قبل عشرين عاما كانت أنظار أذربيجان ترنو تجاه امريكا والناتو أما الآن العلاقات الاذربيجانية الروسية في تطور كبير، ولايوجد قلق حقيقي أو موهوم من تقارب باكستاني – طالباني أفغاني، نعم  لدى إيران حساسية من التعاون  الإسرائيلي مع  دول الخليج لأن دول الخليج تقوم بالتآمر وتمويل الحروب وإثارة الفتن، الإعلام الخليجي البدوي يصور  الانتقاد الإيراني الحاد إزاء زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للبحرين في عامل ضعف رغم ان الواقع عكس ذلك تماما، ايران تريد لدول الخليج والعرب أصحاب كرامة. الخلاف الإيراني الأذربيجاني لم يصل الى اشتباك يفضي بعمليات  عسكرية مابين الشعبين، لذلك الأزمة مابين ايران واذربيجان بطريقها الى التهدئة وإلى السلام ولم ولن تقع أي حرب بين الشعب الإيراني والشعب الاذربيجاني بل نحن على أعتاب تعزيز تعاون وعلاقات جيدة ما بين ايران واذربيجان وروسيا.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 3/10/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك