التقارير

استعراض الحشد الشعبي ودلالاته السياسية والعسكرية التي ازعجت اعدائه

1781 2021-06-26

 

حسين فلسطين ||

 

يبدو واضحاً أن جانباً مهماً من إعلان أي استعراض عسكري هو التركيز على الجوانب النفسية والسياسية التي تتركها أخبار الاستعراض ، خصوصاً على من يقفون ضمن المحور المعادي للعراق ، سواء في الإقليم أو خارجه وحتى الأدوات السياسية العميلة التي تعمل وفق أجندات خارجية تسير بركب المحور الأمريكي الصهيوني كالكيان السعودي الوهابي و عوائل الحكم في الخليج والوطن العربي .

ولأن الحشد الشعبي و بصفته العمود الفقري للقوة العسكرية العراقية التي أنقذت العراق من الانهيار ابان سيطرة داعش الإرهابي على مدن شمال غرب العراق ، فإن العمل على إسقاط هذه التجربة يجري على قدم وساق وبجهود وكلف تفوق ما خصص لداعش نفسها سعياً لتفكيكه والتعجيل بأنهياره ، فما يواجهه الحشد من حرب إعلامية عالمية لا تخرج عن إطار الحروب النفسية التي تمارسها دول خسرت المعارك العسكرية لتلجأ لحروب نوعية تؤدي نفس الهدف .

أن اختيار هيئة الحشد الشعبي لمكان وزمان الاستعراض ونوعية الشخوص والجهات التي حضرت الاستعراض ، كذلك التنوع العرقي والطائفي للمستعرضين يدخل ضمن العمل الجبار لهيئة الحشد ، فالهوية الوطنية العراقية الجامعة لأطياف واعراق الشعب العراقي فأفواج المقاتلين من الشبك والايزيديين والمسيحيين والصابئة والسُنة المعتدلين جعل العالم يكرر اعجابه بسياسة الاحتواء الاجتماعي والعقائدي والعرفي للشيعة الذين ضحوا من أجل أخوتهم في الإنسانية والوطن وهو ما ازعج المتربصين بهذا الكيان العقائدي الوطني ليهدم مخططات أعدائه التي دائما ما تهدف لخلق صورة من "التمرد الحشدي" على الدولة وطائفية الكيان بأكمله !

ومع ما يعيشه العراق من إرهاصات أمنية نتيجة تجدد نشاط خلايا الإرهاب في مدن شمال بغداد ، اختيرت مدينة ديالى مكاناً للأستعراض العسكري للحشد في تحد واضح لتنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ منذ عام بعمليات تعرض لضرب امن المدينة التي عانت لسنوات طويلة من الإرهاب الطائفي والعنصري الذي يستهدف حياة موطنيها ، كما شكل تنوع القدرات العسكرية ونوعية السلاح اضافة مرعبة ارهقت و ازعجت تنظيم داعش وجناحيه السياسي المحلي والإقليمي والدولي .

كذلك فإن الاستعراض لا يخلو من الرسائل السياسية على المستويين الداخلي أو الخارجي ، فحضور رئيس مجلس الوزراء ( مصطفى الكاظمي ) وإن كان وجوبياً ولا مناص منه ، الاّ أنه كان عامل مهم في ظل الظروف التي يعيشها العراق ، فيما شكل حضور بعض القيادات الأمنية كوزيري الدفاع والداخلية والأمن الوطني وقائد جهاز مكافحة الارهاب وهم يحملون صور الشهيد القائد ( ابو مهدي المهندس ) بداية لتحول إيجابي آخر خصوصاً مع التصريحات "السياسية الجارحة" لوزير دفاع حكومة الكاظمي (جمعة عناد) قبل أسابيع المتضمنة تقليل من شأن الحشد الشعبي ودوره في تحرير المدن المحتلة ، وهو ما شكل انزعاج شعبي وسياسي كبيرين .

لقد نجح الحشد الشعبي في إيصال رسائله بذكاء وحرفنة كبيرتين لتضمن له رصيد آخر يضاف لرصيده الزاخر بالمواقف الانسانية و الوطنية والعقائدية التي لا تكاد أن تغادر أذهان العراقيين وجميع الاحرار في العالم ممن وقف ضد أشد مشاريع الوهابية قذارةً التي تهدف لقتل الإنسان وسرقة ثرواته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك