التقارير

* هل نجاح مفاوضات فيينا والتقارب السعودي الإيراني سيعزلان إسرائيل ؟!


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 وأخيراً رَتَّب جو بايدن أوراقه الدولية على طاولة مكتبه البيضاوي، وأصطَفَّت الأولويات حَسَب التراتبية الإقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية، فتقدمَت أولويات المواجهة الأميركية الإقتصادية مع الصين، تَلَتها المواجهة السياسية مع روسيا،

فقررت واشنطن إزالة العقبات التي تحول دون تفَرُغها الكامل لهاذين الملفين والمتمثلة بالخروج من الملف النووي الإيراني، فقدَّمَ بايدن التهدئة معها على الصدام وأعطى تعليماته للوفد المفاوض بوجوب الإسراع بالحل، وتوجيه شركائه السعوديين وغيرهم بتغيير لهجة التصعيد مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإستبدالها بطروحات سياسية سلمية وَدودَة تُبَرِّد الأجواء بين الطرفين وتُرَطِبها، كما دعا للتهدئة في اليَمَن وليس إلى وقف إطلاق نار شامل ونهائي يشمل رفع الحصار وإعادة الإعمار والدعوة الى حوار يمني يمني سياسي،

فسارع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى إجراء حوار تلفزيوني بثته محطة أل LBCI السعودية دعا خلاله (الدب الداشر) جارته إيران إلى التفاهم مع المملكة وأكدَ على مصالح البلدين المشترَكة، فقابلت إيران تحيته بأحسن منها وصرَّحَت عبر الناطق بإسم الخارجية الإيرانية بأنها دوماً كانت السبَّاقة في الدعوة لهذا الحوار وحل الخلافات من خلال التفاهم بين البلدين  وشددت الخارجية على ضرورة إحياء مبادرة هرمز للسلام والتعاون مع جيرانها العرب.

**بايدن هَدَفَ من خلال ترتيب أولوياته إغلاق عدة نوافذ تدخل منها الرياح الى البيت الأبيض كالملف النووي وإعادة التموضع والإنتشار في المنطقة ومسألة الإنسحاب التدريجي من أفغانستان، لكي يتسنَّى له الوقت الكافي للتصدي للتمدد الروسي في الشرق،

والتحدي الإقتصادي الصيني الكبير لها وفرض واقع جديد في بحر الصين الجنوبي من أجل إشغال بكين لسنوات طويلة وإبعاد شبح السيطرة الإقتصادية لها على الأسواق العالمية.

**خطوات أميركية لَم تُرضي ولَم تُقنِع شريكتها الإستراتيجية إسرائيل، التي إعترَضَت علناً على مسألة التقارب الأميركي الإيراني في الملف النووي وأعتبرته خطوة خطيرة تصُب في مصلحة طهران السياسية تعطيها دفعاً كبيراً بإتجاه إعادة بناء ذاتها مالياً وإقتصادياً والتمدد أكثر في منطقة الشرق الأوسط من خلال دعم الفصائل والقوى الموالية لها مادياً كحزب الله وحماس وغيرهما جَرَّاء البحبوحة المادية التي ستنعَم بها الجمهورية الإسلامية نتيجة رفع العقوبات عنها وسينعكس الأمر أيضاً على دمشق شريكة طهران الإستراتيجية في الصراع معها وهذا أمر تنظر إليه تل أبيب بعين الغضب كونها تعاني من طَوق صاروخي مُدَمر لكيانها، حاولت منع إكتماله ووصوله الى الضفة الغربية من خلال تعطيل الإنتخابات النيابية الفلسطينية التي كانت مقررة الشهر المقبل والتي كانَ من المؤكد فوز حلفاء إيران فيها وتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للسلطة معادٍ لها قد يقلب الطاولة وينسف المفاوضات برمتها بعد إن أصبحت السلطة الفلسطينية واقعاً مُرَّاً على أرض فلسطين يصعُب حَلَّها وعودة إحتلال الضفه والقطاع لما يترتب على هذه الخطوة من مخاطر قد تشعل حرباً تنتهي بزوال إسرائيل.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك