التقارير

قراءة تحليلية لزيارة البابا الى العراق

1562 2021-03-05

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

تأتي زيارة البابا ، وبحسب أدعائه أنه حج الى أرض الأنبياء ، الى مسقط رأس النبي أبراهيم ، على نبينا وآله وعليه السلام ، وهذا ما صرح به . لكن لماذا في هذا التوقيت تحديداً ؟ علما أن البابا السابق قد عزم المجيء الى العراق في وقت سابق أيام حكم الطاغية الهالك صدام ، وكان ذلك في عام ٢٠٠٠ . ووقتها كان الوضع الأمني قياساً بالحاضر أفضل . وقد غمز البابا فرنسيس قبل زيارته ، البابا يوحنا بولس الثاني ، البابا السابق لعدم أهتمامه بالمسيحيين في العراق ، وذلك في محاوله منه لألقاء اللوم على يوحنا بولص الثاني ، و ( الأنتقاص ) من قداسته .

ما يعنينا زيارة البابا اليوم . نعتقد أن لهذه الزيارة شقان ، أحدهما معلن والآخر غير معلن . الشق الأول المعلن  هو أبرام مشروع ، ضاهره ديني وقد أطلق عليه مشروع أبراهام ويعنى بتلاقح الأفكار الدينية السماوية الثلاث ، الأسلامية واليهودية والمسيحية من خلال هذا المشروع ، الذي ظاهره يدعو الى السلام وتقبل العيش مع الآخر ، وصهر الديانات الثلاث في مصهر دين النبي أبراهيم  ( ع ) وهذا يذهب بنا الى الأعتقاد بأن المشروع سيعطي فسحة أضافية ، ومشروعية للأحتلال الصهيوني لأرض المقدسات بأعتبار أن الديانه اليهودية قد سبقت الديانتين المسيحية والأسلامية ، مما يعطي أحقية دينية لليهود ، وبالتالي شرعنة الأحتلال من خلال مشروع أبراهام .

والشق الثاني من المشروع يتلخص بتوثيق السلام بين هذه الأديان ، وأنا أرى فيه محاولة لتطبيع العراق بمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني ، الذي يتزعم كاذباً الديانه اليهودية . أن صح ما ذهبنا أليه فأن زيارة البابا تقع ضمن دائرة  مؤامرة دولية تحاول أبتزاز الشعب العراقي ، وتذهب به الى التطبيع مع الكيان الغاصب الذي يرفضه جل الشعب العراقي . 

من ضمن مفردات منهاج زيارة  البابا اللقاء مع المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني ، وهذا يذهب بنا الى تبني النظرية الثانية ، كون المكون الشيعي متمثلاً بسماحة السيد السيستاني يرفض رفضاً قاطعاً التطبيع مع قوات الأحتلال الصهيوني ، لذا نتوقع هناك مسودة عمل  سوف تطرح أمام السيد المرجع علي السيستاني بهذا الخصوص ، ( هذا أذا كان هناك لقاءاً سيتم مع السيد المرجع ) .

يفترض بقداسة البابا وهو رجل محبة وسلام كما يدعي ، أن يشير الى بلد السلام الذي لايحمل من السلام سوى أسمه ، الذي يتعرض لأحتلال قبيح من قبل الجيش الأمريكي ، والذي يدين أغلبه بدين المسيح أبن مريم عليه السلام . كان المفروض أن يشير ولو أشاره بسيطة الى أستهداف أبنائنا من قبل طيران الولايات المتحدة على الشريط الحدودي مع سوريا .

أعتقد من الأنصاف أن يتذكر رجل السلام والمحبة شعب فلسطين الذي يرزح تحت أحتلال ظالم من قبل قطعان الصهاينة ، الذين أساءوا حتى لكنيسة المهمد في بيت لحم . كان من المفروض أن يشير الى رجال المقاومة الذين دفعو حياتهم بنيران غادرة من قبل طيران القوات الأمريكية المحتله ، أؤلئك الأبطال الذين أعادو الحياة الى المسيحين قبل المسلمين عندما صدوا المجماميع الأرهابية الداعشية وحرروا مناطق المسلمين والمسيحيين على حد سواء . كان المفروض أن يتذكر شعب اليمن العزيز وهو يراق دمه على أرضه بيد أعتى قوات متسلحة بسلاح أمريكا والغرب . أن يتذكر سوريا ومايجري على أرضها من أحتلال غربي وتركي كبيرين .

رجل المحبة والسلام من المفترض أن يلتقي المرجع الأعلى في النجف الأشرف ، وأعتقد أن تم هذا اللقاء ، وهو شرف كبير لقداسته حيث سيتبرك بأرض الأنبياء الطاهره ، أقول يجب أستثمار هذا اللقاء لتبيان مظلمة الشعب العراقي على يد الجبابرة الغربيين والذين يدينون بدين المسيحية ، بحسب أدعائهم .

 نعتقد أنه لشرف كبير للزائر أن تطأ قدماه مدينة النجف الأشرف وليس للمزور كما يتوهم بعض المطبلين لزيارة البابا ، وكأنه سينزل من أعلى سماء النجف الأشرف ، والتي تعني زيارة أي شخص لها شرف ما بعده شرف .

 

٥ /  آذار / ٢٠٢١

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك