التقارير

نظام الشر الأمريكي ولعبة العصا والجزرة..!

2068 2021-01-26

 

✍🏻 عبدالملك سام ||

 

"النظام العالمي الجديد" كما أسماه جورج بوش الأب ، و "الشرق الأوسط الجديد" كما اسمته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ، و "العصر الأمريكي الجديد" كما اسماه دونالد ترامب ! فلا رأينا "الجديد" سوى المزيد من الظلم والأضطرابات والخراب !

v    عالميا .. هذا النظام منذ نشأته لم يأت بالخير أبدا ، والعالم كان ومازال وسيظل يعاني طالما أستمر هذا النظام الملعون .. نظام قام على تشريع نهب ثروات الشعوب وبالقوة بأعتباره "حق" كما صرح أكثر من رئيس أمريكي ؛ فنظرتهم تقوم على أساس أن الله "ظلم" شمال الكرة الأرضية (هم) عندما كدس الثروات في جنوبها (الشعوب الأخرى) ، وهو ما لمح اليه بيل كلينتون وقاله جورج بوش الأبن صراحة في عدة مناسبات !

v    عربيا .. أنقسم الموقف إلى توجهين ، الأول أختار لنفسه لغة العقل والمنطق وأتخذ القرار بأن يقاوم ويبني قوته لمواجهة هذه الأطماع الغير إنسانية . أما التوجه الثاني فقد أختار أن يخالف العقل - وإن أعتقد أن موقفه فيه دهاء وسياسة - لينطلق في المداهنة والقبول بالتبعية والتي تحولت فيما بعد إلى خنوع وخضوع مطلقين لكل القرارات الأمريكية حتى لو كانت ضد مصالح شعوب المنطقة .

كلا التوجهين حاولا أن يستقطبا أكبر عدد من الناس لكي يحققا أهدافهما ، فأزداد الطرف المقاوم قوة وأستقلالا ، بينما تحول الطرف المستسلم للأرادة الأمريكية إلى تابع وعميل ، وكلا الطرفين خسرا ثروات طائلة سواء كانت تلك التي نتجت عن الحصار الأقتصادي والسياسي ، أو تلك التي كانت تجبى من الأنظمة الخانعة خوفا على مصيرها من النظام الأمريكي الذي بات يستطيع التوغل بعمق داخل مؤسسات هذه الدول . وفي عصر العصا والجزرة الأمريكي لم يسلم أحد من الأبتزاز خاصة بعد أن مهد النظام الأمريكي لفكرة الصراع البيني الذي أتخذ عدة أشكال لعل أخطرها هو الصراع الطائفي .

v    يمنيا .. هناك حرب مصغرة لما يدور في المنطقة ، وقد كاد الأمر يحسم لمصلحة خراب وتقسيم اليمن تمهيدا لنهب ثرواته وأحتلال أرضه وأستعباد شعبه ، ولولا ظهور تيار مناوئ ذو فكر راجح وقوي لكانت الأمور تدهورت نحو الاسواء ، وعلى ما يبدو فإن تنفيذ المخطط الأمريكي بحذافيره بات شبه مستحيل ، ولم يعد بإمكان النظام الأمريكي سوى أن يقبل بأن يستخدم اليمن كوسيلة لحلب الأنظمة العميلة التي قبلت العمل القذر الذي أوكل اليها ، وما القرار الأمريكي الأخير - رغم حماقته - بألصاق تهمة الأرهاب على الطرف المقاوم للأحتلال ألا وسيلة لزيادة وتيرة ضخ الأموال العربية بأتجاه الأعداء .

v    شخصيا .. أرى أننا بصدد خطوة ربما تكون الأخيرة وإن أخذت بعض الوقت ، بعدها سيقوم النظام الأمريكي بمحاولة مخادعة محور المقاومة بالجزرة ، بينما سينقلب بشكل أكبر ضد الأنظمة العميلة التي ما عادت تملك الكثير لتعطيه ، ونحن بصدد مرحلة جديدة ستشهد الكثير من الاضطرابات داخل الدول الخانعة ، وستستمر لعبة العصا والجزرة وإن تغيرت الأطراف . يجب أن يتخذ محور المقاومة خطوات جريئة وكبيرة ليخرج من دولاب اللعبة الأمريكية ليكون الفعل لا ردة الفعل ، وعلى الشعوب أن تعي خطورة ما يدور حولها من مؤامرات وأن تتحد مع ما يلبي تطلعاتها ويضمن استقلالها وحريتها وتحقيق أهدافها وإن كان الطريق يبدو وعرا ، فالأمور بخواتيمها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك