التقارير

ماذا بعد إبطال تمديد عقود شركات الهاتف النقال في العراق؟


عراقي 24

انتصر أخيراً القضاء العراقي للمواطن، بإصداره قرار من محكمة استئناف بغداد الكرخ الاتحادية قبل أيام، يتضمن إبطال تجديد رخص شركات الهاتف النقال الثلاث الكبرى العاملة في العراق (زين العراق وآسياسيل وكورك)، بعد إعلان الحكومة العراقية في (7 تموز الماضي 2020)، تجديد إجازات الشركات الثلاث لخمس سنوات إضافية مقابل دفع 50% من ديونها وإطلاق خدمة الجيل الرابع 4G)) والذي أثار في وقتها غضب وامتعاض الأوساط النيابية والشعبية.

وقد لاقى قرار القضاء العراقي الأخير ضد شركات الهاتف النقال، ردود فعل إيجابية كبيرة على المستوى الشعبي والسياسي، لإنهاء احتكار تلك الشركات لسوق الاتصال العراقي عبر الأثير منذ لحظة ما بعد 2003، بفرضها أسعار كبيرة على خدماتها التي لا يختلف عليها اثنين من العراقيين بسوءها وعدم تلبيتها طموح المستخدمين. انتصار لإرادة الشعب إبطال التجديد لشركات الهاتف النقال، ما كان ليحصل لولا المساعي الكبيرة التي بذلها النائبان في البرلمان العراقي، محمد شياع السوداني وزميله علاء الربيعي، بتحريك دعاوى قضائية ضد إبرام عقود الشركات الثلاث (زين، آسياسيل، كورك تليكوم)، مع هيئة الاتصالات العراقية، لأنها تنطوي على مخالفات دستورية وقانونية، فضلاً عن تسببها بإضرار المال العام وحرمان الخزينة العامة من مبالغ كبيرة مستحقة على الشركات،إضافة إلى “عدم وجود تنافس حقيقي يتيح لشركات أخرى الدخول في تقديم هذه الخدمة بما يضمن زيادة الإيرادات غير النفطية ودعم الاقتصاد الوطني”، بحسب ما يراه النائب محمد شياع السوداني.

كسب النائبان (السوداني والربيعي) الدعوى القضائية ضد شركات الهاتف النقال، نالت الاستحسان وتفاعل معها الكثير من أعضاء مجلس النواب العراقي، على اعتبار أنها أول قضية كبيرة من نوعها ينتصر لها نواب الشعب، وتلامس حياة الناس بشكلٍ مباشر من ناحية احتياجاتهم ودخلهم،

فقد وصف رئيس كتلة السند الوطني، النائب أحمد الأسدي، قرار القضاء العراقي بإبطال تجديد عقود شركات الهاتف النقال “بالشجاع”، مؤكداً أن القضاء آخر سور يحمي الدولة والمواطن من الفساد والمحسوبية.

وقال الأسدي في تغريدة على موقع “تويتر”، إنّ “القضاء هو آخر سور يحمي الدولة والمواطن من وطأة الفساد والمحسوبية”، مبيناً أن “اليوم وبقرارهِ الشجاع بخصوص رخص تجديد الهاتف النقال، قدّم القضاء العراقي جواباً لمن يحاول تهديم هذا السور ليقول لهم عملياً أن القضاء لا ينحاز إلا للشعب والقانون”، معبراً عن “شكره للقضاء العراقي وللنواب محمد شياع وعلاء الربيعي”، لمساهمتهما في إصدار قرار البطلان.

من جانبها، أشادت النائبة عالية نصيف، بقرار القضاء العراقي الخاص بإبطال رخصة الهاتف النقال وانتصار إرادة الشعب العراقي على الانتهازيين والاحتكاريين، مثنية على الدور الذي قام به النائبان محمد شياع وعلاء الربيعي،

لافتةً إلى أنه “ستكون هنالك عقوبات جزائية على من وقع على تجديد رخصة الهاتف النقال، إذ سيكون القرار المدني عاملاً مهماً بالدعوى الجزائية”.

وأضافت أن “القضاء العراقي قال كلمته وأصدر حكمه العادل، كما أن الأصوات الشريفة ونداءات الناشطين والمثقفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تحقيق هذا الهدف وإيقاف الاستغلال والاحتكار”، منوهةً إلى أن “الجولة القادمة ستكون من خلال انتظار قرار القضاء في الدعوى الجزائية من أجل إلغاء التراخيص في مجال الاتصالات والطاقة”.

(195) مليار دينار أسبوعياً!

ويبلغ حجم الأموال في ذمة شركات الهاتف النقال للحكومة الاتحادية، 7 مليار دولار أمريكي، بحسب لجنة الاقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي، والتي من شأنها تعظيم إيرادات الدولة وتقليل الشيء الكبير من الضائقة المالية التي تعاني منها والتي أجبرت الحكومة الاتحادية مؤخراً إلى الاقتراض الداخلي والخارجي لسد العجز المالي في خزينة الدولة الذي سببه تراجع أسعار النفط الخام الذي تعتمد عليه البلاد بشكلٍ شبه كلي.

وقد كشف جهاز الإحصاء المركزي العراقي، في آخر إحصائية، أن عدد خطوط هواتف النقال التي يقتنيها العراقيون تقدر بأكثر من (39) مليون مشترك. وبحسبة بسيطة، تقدر الأموال التي تجنيها شركات الهاتف النقال من جيب المواطن العراقي بـ(195) مليار دينار عراقي أسبوعياً، إذا ما فرضنا أن المواطن الاعتيادي يستهلك كارت فئة (5) آلاف دينار أسبوعياً على اتصالاته، بغض النظر عن خدمة الإنترنت مدفوعة الثمن!!

هذه الأموال الضخمة يمكن أن تعود لخزينة الدولة لو كانت هنالك شركة هاتف نقال وطنية كما هو الحال في جميع دول العالم ولكن المانع لذلك هو السياسة الاقتصادية الخاطئة التي انتُهجت في العراق ما بعد تغيير النظام السابق، والتي تسببت بصناعة إمبراطوريات مالية عملاقة في القطاع الخاص، على حساب جيب المواطن العراقي والدولة!

لذلك على الحكومة العراقية، إذا ما أرادت تعظيم إيرادات الدولة دون الاعتماد الكلي على عائدات النفط الخام، وإنهاء احتكار سوق الاتصالات في العراق على ثلاث شركات تجني أموالاً طائلة مقابل خدمات رديئة بل سيئة تقدمها للمشتركين من الشعب العراقي، أن تعمل على تأسيس شركة وطنية للهاتف النقال كما هو معمول به في دول العالم وفسح المجال أمام شركات الهاتف النقال في القطاع الخاص للتنافس بشفافية بما يحقق مصلحة المواطن بالدرجة الأولى وينعكس إيجاباً على الجباية الحكومية والتي يمكن من خلالها الابتعاد عن الاقتراض المالي الذي يخنق الدولة في حال استمرار هبوط أسعار النفط. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك