التقارير

حرب  الفضاء الإلكتروني..بكبسة زر تربح المعركة !

2005 2020-09-09

 

‎✍️ السيد احمد الاعرجي||

 

أضحى من يسيطر على المعلومات في زمن العولمة هو من يفوز بالرهانات المستقبلية ، ولأن الولوج إلى المعلومات يرتبط بتقنيات تتقاطع في محاورها بالحواسيب وقطاعات وسائل التواصل وتكنولوجيا الاتصال والفضاء الإلكتروني ، تغيرت كل معالم الحياة الإنسانية في ظل هذه التطورات، ولا تشكل الحروب والمواجهات استثناء ، فقد ساهمت في تطوير وسيطرة البعد التكنولوجي في إدارة العمليات الحربية ، إذ تغيرت معالمها واستراتيجيتها ، إنها حروب بلا دماء غير أنها تخلف خسائر ، فالتهديدات الأمنية انتقلت للفضاء السيبراني، فأصبحت حروب المستقبل حروبا بلا قواعد بمخاطر اعتداءات على البنية التحتية والإدارات أو المزاوجة بين الحرب التقليدية والسيبرانية ، بافتقارها قواعد قانونية مؤطرة لها.

 

* الحروب الجديدة

تغيرت معالم الحروب ، بانتقالها "لساحة المعارك الخامسة" فلم تعد ترتبط بفضاءات المواجهة التقليدية (البر والبحر والجو والفضاء الخارجي)، بولوجها للفضاء الإلكتروني، وفي ظل حالة عدم اليقين تبتكر الدول أشكالا جديدة للمواجهة؛ تتعدى عمليات التجسس الالكتروني( كما الان الجيش الالكتروني الان له دور برمي الاتهامات من قبل امريكا على الصين او روسيا او ايران للوصول لما تريده الادارة الأمريكية ) لترتقي لأبعاد جديدة، كاستئجار القراصنة أو الاستعانة بمرتزقة السايبر The Cyber-Mercenaries للتجسس الالكتروني وخدمة أهداف الدول حرب يتم استعمال هذه الوسائل لسرقة البيانات أو شن هجمات منسقة ضد منشئات الدولة الخصم، لأن الرهان التحكم في المعلومات بما هو تحقيق للقوة والهيمنة والتفوق .

ومن المهم الإشارة إلى أن خطورة هذه الهجمات الإلكترونية ترتبط باستهدف المصالح الحيوية للدولة عبر التحكم بأنظمتها المعلوماتية وقطاعات الطاقة المالية والعسكرية، ( كما جرى قبل ايام في احدى دول الجوار ) وهذه الأمور مُتخطية بداياتها الأولى بالتجسس وسرقة البيانات والتدمير والتلاعب بالمعلومات.

وتصنف في ثلاثة مجالات:

هجمات الهواة للاحتجاج السياسي أو للمتعة . والهجمات الإجرامية لتحقيق الربح بخرق قواعد البيانات الشخصية أو المؤسسات .

وأخيرا الحروب الإلكترونية برعاية الدول !!!

وفي هذا السياق ، قد تصنف ميدان هذه الحروب السيبرانية ضمن الهجمات منخفضة التكلفة حيث لا تتطلب جيوشا حيه ، كما وقد توصف بانها امتداد للحروب النفسية ونشر المعلومات المضللة فلم تعد تتطلب جيوشا تقليدية ، إنما جيوشا أسلحتها أزرار إلكترونية ولوحة المفاتيح وأسلحتها الحواسيب والأنظمة المعلوماتيةـ إنها حروب المستقبل قد يبدو انها في بداياتها الأولى، وكان ذروة التحول بالإعلان عن أول هجوم مبرمج باستخدام صاروخ إلكتروني مبرمج للهجوم على نوع معين من الحواسيب التي تعرضت له الجمهورية الإيرانية و منشائتها النووية باستخدام فيروس ستاكسنت Stuxnet باستهداف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وهذه الهجمة لاتخلوا من البيتين ( الأمريكي والإسرائيلي ) خوفهم من جنود الله لكي لا يتضررون من قدرات إيران النووية، ثم استهدفت دول أخرى، وستتجدد قصة هجمات الفيروسات العالمية والنقاش حولها، بعد استهداف قراصنة لحواسيب شركة سوني لمنعها من عرض فيلم كوميدي THE INTERVIEW عن مخطط لاغتيال الرئيس الكوري الشمالي، وتتهم واشنطن بيونغ ينغ بالمسئولية عن هذه الهجمات، وقد اعتبرته الاخيرة "عملا صالحا لم تقم به"، أثمرت هذه الهجمات وقف الشركة لعرضه.

وفي سياق مختلف، لا ترتبط هذه الهجمات بمواجهات متكافئة، إنما ارتقت لمواجهات تتعدى صراع للإرادات بين الدول، بهجمات إلكترونية للفاعلين من غير الدول، إذ تتحرك هذه الأخيرة بقوة في هذا الفضاء في حروبها المستمرة، وبأشكال ومسميات مختلفة، فالإرهاب الإلكتروني هي هجمات تشنها المنظمات الإرهابية مستهدفة الأنظمة المعلوماتية للدول عبر الفضاء الإلكتروني لتخريب المنشئات والمعطيات الاستراتيجية كمساهمة في الحرب المقدسة، كما أن جماعات القرصنة وأشهرها ( أنونيموس ) تُدبر هجمات منسقة بصبغة سياسية كالتضامن مع الفلسطيني باستهداف المواقع الإسرائيلية، أو إعلان الحرب على تنظيم داعش بعد هجمات باريس بإغلاق حسابات مؤيديه وتسريب معلوماتهم وخططهم وغيرها من الحملات ،

فالحذر على مايجري من تظليل ومن هجمات مبرمجة لإنكار وجود وحدة وحب السلام والاسلام وتسقيط الحوزة ورجال الدين والأشخاص القائمين على جمع وضم مايمثل الحق والمصداق وسلب ماهم يتمثلون به من الكتاب والسنه ، فهذه هجمات سيبرانية مبرمجة لسلخ وجودك كإنسان مفكر وعالم ، وهذا يعتبر ايصال هدفهم بك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك