التقارير

فورين بوليسي: غرور ترامب إحدى أزمات السياسة الخارجية الأميركية


يقول الكاتب جيمس تروب في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي، إن الافتقار لما يسميه "الحدس الرئاسي" ظل عبر التاريخ الأميركي سببا في إثارة النكبات الدولية، وإن غرور الرئيس الأميركي دونالد ترامب بات يشكل رسميا أزمة تعتري سياسة الولايات المتحدة الخارجية.

ويرى تروب -وهو باحث في مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك- أن معاوني ترامب دفعوه لفسخ الاتفاق النووي مع إيران، ومن ثم التحايل على طهران لجعلها في موقف يُمكِّن الولايات المتحدة من المبادرة بالعداء تجاهها وإلقاء اللوم على الإيرانيين.

واستعرض تروب شواهد من التاريخ الأميركي المعاصر لرؤساء تعاملوا مع الأزمات الدولية بأشكال مختلفة. وقال إن السياسة الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية اتسمت في جزء منها بصراع بين من ينبهون إلى التداعيات المحتملة الناجمة عن تصرفات واشنطن، ومن يتجاهلونها.

ويقول إن كلا من الرئيسين هاري ترومان ودوايت آيزنهاور تجنب إطلاق "إشارات خرقاء تنطوي على تهديدات" ضد روسيا. وعلى العكس منهما كان الرئيس جون كينيدي الذي أبدى استعداده لدفع أي ثمن لضمان ديمومة مبدأ الحرية وإنجاحه.

خليج الخنازير

ويضيف أن كينيدي أقدم في بادئ الأمر على غزو خليج الخنازير (الساحل الجنوبي لكوبا) ثم وافق على زيادة هائلة في الإنفاق لتعزيز القدرات العسكرية النووية والتقليدية لبلاده. وجاء رد الزعيم السوفياتي حينها نيكيتا خروتشوف سريعا، فبنى حائط برلين، وانسحب من اتفاق حظر التجارب النووية، ونصب صواريخ نووية في كوبا.

ويشير إلى أن الرئيس جورج بوش الأب كان على دراية "عميقة" بأحوال العالم عندما اعتلى سدة الحكم ولم يعتره شعور مسبق بالغايات المتجاوزة للحدود الممكنة. فقد كان مدركا لضرورة مساعدة الزعيم السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف على إدارة عملية تفكيك الاتحاد السوفياتي ومعاملته كحليف وليس عدوا وعدم الشماتة به.

ويضيف أن الرئيس باراك أوباما مضى إلى أبعد من ذلك. ففي الخطاب الذي ألقاه بالقاهرة في يونيو/حزيران 2009، أبدى احتراما للدين الإسلامي، واعترف بالأخطاء التي ارتكبها الاستعمار، وذلك في إطار سعيه للحصول على اعترافات تبادلية من شأنها تأسيس علاقة جديدة تقوم "على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل".

ويقول تروب إن أوباما أخفق مع ذلك في محاولاته كسب إيران لجانبه وإقناعها بالإتيان بتصرفات مماثلة ذات طبيعة إستراتيجية. وكان نتاج ذلك أنه استطاع إقناع مجلس الأمن الدولي بالموافقة على فرض عقوبات مشددة أرغمت الإيرانيين في نهاية المطاف على الجلوس إلى مائدة المفاوضات.

أقنعة غطرسة

ويضيف أن ترامب في المقابل لم يكن يعاني بطبيعة الحال مما سماها كاتب المقال "المثالية المخدِّرة" لجورج بوش. فالرئيس ترامب –بنظر جيمس تروب- "يرتدي أقنعة الغطرسة لا المبادئ"، فقد أتاحت له السطوة الهائلة لأميركا الاستئساد على الآخرين، وهذه هي جبِلته الثانية التي لا تجعله يعاني من تبعات تصرفاته.

 

ويقول إنه مما لا شك فيه أن ترامب ظن أن إيران ستقر بالهزيمة وتنسحب أمامه، إلا أن ذلك لم يحدث يقينا تقريبا. وعلى العكس من مستشاريه، فإن ترامب لا يريد حربا مع إيران، لكنه ظل يتصرف بطريقة تجبر على الاختيار بين العداء و الانكفاء، حسب تعبير مقال فورين بوليسي.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك