التقارير

الإختناقات المرورية خسارة للدولة والفرد


واثق الجابري
ثمة أمور غير طبيعية، والظاهر أنها صارت من طبيعة حياتنا اليومية؛ دون إعارة أهمية لأسبابها ونتائجها وما يترتب عليها وما هي حلولها، وأضرارها تبدأ من الفرد ولا حلول وهي أضرت الدولة، وظاهرة الإختناقات المروري؛ واحدة من مشاكلنا اليومية، ولا فرد داخل العاصمة يمكنه فك علاقته بها، ورغم تعدد أسبابها؛ إلاّ أن الحلول الحكومية غير منطقية او لا مبالية لتبعاتها الإقتصادية والأمنية والإنتاجية.
نستغرب عند السير في شوارع بغداد بلا زحامات، وأول ما يخطر ببالنا أما وجود مناسبة لا نعلمها، أو حظر للتجوال في منطقة ما.
تحتضن العاصمة ما يقرب الى 6 ملايين مواطن؛ ناهيك عن مئات الآلاف من المحافظات من طلاب كليات وباحثي فرص عمل ومتبضعين ومراجعي وزارات ومؤسسات ومستشفيات، وفي قلبها تتمركز أكبر الأسواق والمستشفيات والكليات والوزرات، ويومياً يحتاج مواطنيها للخروج بين عمل يومي او حاجة شخصية؛ بين وسائل نقل خاصة وعامة وحكومية.
إعتمدت بغداد على بدائية التصميم، وضيق الشوارع والأزقة على ضفتي نهر دجلة، والأحياء القديمة تغلفها مباني الوزارات والأسواق، ولم تعتمد على دراسة جدوى العمل وتأثيراته، وفي مناطق الأسواق محال تصليح السيارات، وبين المنازل معامل، ومواقع البيع والشراء دون موافقات أصولية، وأغلبها بناء تجاوز الأرصفة والشوارع، وعند الصباح تكتظ الشوارع ولا تنتهي زحاماتها الى الرابعة مساءً، وطريق يستغرق 15 دقيقة يأخذ منك ساعتين، وما تقطعه بخمسة دقائق سيراً على الأقدام؛ تحتاج ساعة كاملة بسيارتك الخاصة؟!
إن الحلول الحكومية مثار جدل وسخرية، ومنها طلب خبير مروري بتغيير ساعات الدوام؛ ليكون للمؤسسات في 7.30 صباحاً وللكليات 8.30، ولم يتحدث لنا عن باقي القطاعات والحالات الطارئة، وكم من مريض توفى او أمرأة ولدت في سيارة الإسعاف، وكم من مؤسسة إحترق قبل وصول سيارة الإطفاء، وكم من شارع مقطوع بلا دراسة، وتقاطع العقلية المرورية مع بعض القادة الأمنيين بقطع الشوارع والمنافذ؛ دون تخطيط او تضيق الشوارع لمنع وقوف السيارات، وعوامل عديدة منها بدائية تصاميم شوارع لا تستوعب أكثر من 25% من الحاجة الفعلية، وعدم دراسة النمو السكاني، وإيجاد منافذ للإستدارة الى الشارع المعاكس دون المرور بالتقاطع، والنتيجة ضياع الوقت وهدر مال المواطن من وقود وتعريضه لخطر إستهداف المفخخات.
بغداد مدينة دائرية؛ في مركزها الاسواق والمؤسسات، وأطرافها خاوية الطرق والخدمات والإستثمارات، ومن الأخطاء الكبيرة منهج الترميم دون بناء مناطق بديلة.
الحلول لا تمكن بالترميم وتوسيع شارع لمترين او بناء عمودي في مناطق مكتضة بالسكان، وإنما إيجاد بدائل بنقل الأسواق ومحالات الصناعة والكليات والمؤسسات، ونشرها في شمال وشرق وغرب وجنوب العاصمة، وهذا ينعكس على حركة البناء وإرتفاع أسعار العقارات في المناطق الفقيرة، وفرض شروط على الإستثمار في المناطق الميتة، مع وضع ضوابط على المناطق التراثية؛ بشرط ربط الأطراف بشوارع واسعة، وهنا ستكون الحركة عكسية من المركز الى الأطراف، ومن المؤكد ستخفف الزحامات، ولا يضيع وقت تحسبه الدول بالثواني؛ بينما في العراق يضيع وقتل في الشوارع تنتظر في الأزدحامات، وربما أنتظارك الى مفخخة تتربص زحمة السيارات وتجمع المواطنين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك