التقارير

هل تتشكل الدولة السنية (الموحدة) في البادية السورية - العراقية؟

3055 2016-02-12

وفيق السامرائي
خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغتربلسوء حظ أبناء الطبقة البسيطة من سنة عرب العراق أنهم وقعوا تحت سلطة إغواء سياسيين يدّعون تمثيلهم، بعضهم فاسدون، وبعض رؤوسهم مرتبطون بقوى خليجية، ومعظمهم كانوا مسؤولين عن كارثة ساحات الاعتصام ومأساة النزوح. صوروا لهم الأقاليم جنة، والدولة السنية عزة وخلاصا.
نظرة سريعة إلى جغرافية سوريا، (وفق المعطيات الميدانية الأخيرة) تظهر استبعاد ترك الحكومة السورية للخط النازل من أقصى الشمال على الحدود التركية شمال حلب والى حمص نزولا إلى دمشق. وبما أن استعادة الرقة مسألة محسومة، وبما أن محافظة الحسكة في شمال الشرق لها مسحة كردية، فإن المنطقة الوحيدة المتبقية شرقا هي محافظة دير الزور المجاورة لمحافظة الأنبار، وهي أرض مكشوفة وتسهل السيطرة عليها من قبل القوات المدرعة والآلية، ويكون تأثير القوات الجوية فيها شديدا.
القوات السورية الآن تقاتل في درعا المحافظة الجنوبية.
وهذا يدل على أن الحكومة السورية تعمل على إعادة بسط سيطرتها على كل جغرافية الدولة، تحت غطاء جوي روسي ودعم إيراني وعراقي ولبناني..، وعلى الرغم من أن المهمة ليست سهلة إلا أن سياق الأحداث والعمليات يؤشر بهذا الاتجاه، وأصبحت الصورة هكذا، (إن لم تحدث متغيرات كبيرة تفوق العرض السعودي- الإماراتي المقيد لإرسال قوات برية لمقاتلة داعش في سوريا). وهاتان الدولتان لم تعانيا كما عانى العراقيون مرارة الحرب المدمرة مع إيران.
عراقيا: سياسيو الموصل ومعظم عسكرييها مناطقيون، يستحيل عليهم التعايش تحت سلطة الأنبار، وأهل الأنبار ليسوا مستعدين لصرف موارد ثرواتهم على أي طرف خارج محافظتهم. وبما أن العراق المركزي ليس مستعدا لصرف أموال من نفط الجنوب على أي إقليم، حيث بدأ بتطبيق ذلك على كردستان بشكل حاسم. فإن من مصلحة العراقيين نسيان وهم الأقلمة، ويستحيل أن تكون ديالى ونصف صلاح الدين على الأقل وكل أطراف بغداد مع أي إقليم.
يمكن، ولا يستبعد أن تنفصل الموصل وكردستان وكركوك بدعم تركي خليجي. لكن تصور جعل جدار فاصل بين بغداد وسوريا يبدو مستحيلا.
تصوروا أن متطوعين بعشرات الآلاف من بلدان عدة يقاتلون لحماية مرقد السيدة زينب، فكيف سيكون الحال في سامراء؟
من مصلحة سنة عرب العراق أن يديروا عقولهم عن استراتيجية حرب الخليج وتركيا، وينصرفوا إلى تعزيز التلاحم الوطني العراقي والتعايش السلمي الذي جبلوا عليه. وعلى الحكومة مساعدة الشعب مباشرة بعيدا عن توجهات السياسيين.
الملف النووي الإيراني كان محصورا بشكل أساسي بموضوعه، وإنسوا قصة التوافق الإيراني الأميركي على أقلمة العراق. فالأقلمة في بلد كالعراق مشروع حرب لا نهاية لها.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك