التقارير

الربيع الخليجي قادم وأمريكا ستدعم على مضض!

2248 2016-01-06

زيدون النبهاني
لَمْ يكُن في الحُسبان، إنَ نهاية طُغاة العالم العربي، تَكون على يدِ الشاب التونسي "بو عزيزي"، في لحظة يأس قاتلة أضرم النار في نفسه، حريقٌ "سَمين" أبعد مِن أن يرضى بجسدٍ جائع، ألتهم "خَشب" الكراسي الرئاسية وأبتلع الرؤساء.
عام ٢٠١٠ أندلعت ثورات شعبية في بعض الدول العربية، حملت فيما بعد أسم الربيع العربي، هذا الربيع الذي أهلكَ خريف الدكتاتوريات في المنطقة، فسجن مُبارك، أختفى بن علي ومات القذافي، وهؤلاء جميعاً حاولوا تأسيس "الرئاسة بالوراثة".
دول الخليج لم تكن بعيدة عن هذا الإعصار، في البحرين أنتفض عشرات الألوف بوجه الطاغية، وفي جيزان السعودية "المغتصبة" أضرم مواطن النار في نفسه، في وقت خرج ألاف المطالبين بتغيير نظام آل سعود، في منطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية، وكسرَ النشطاء السياسيين حجاز الصمت، ليعلنوا عن سخطهم من هذه السلطة.
السؤال؛ لماذا لم يتم دعم ثورات شعوب الخليج وقتها، في حين بالغ الرأي العام الدولي بدعم أخواتها في بلدان أخرى؟!
أن طبيعة الرأي العام تُشكله بالدرجة الأساس؛ الولايات المُتحدة وحلفاءها في الغرب، وعلى هذا الأساس نتيقن إنها كانت مُصرة على التخلص، مِن عُملاءها حكام المنطقة، لكنها ليست بالضرورة مُفتعلة الثورات، فهي ناتجة من عمق الوجع الشعبي، لكن تغيير مسار أنتصار الثورات كانَ وظيفة امريكا الأهم.
الولايات المُتحدة في مسعاها ذاك، كانت بأمس الحاجة لدول الخليج بشيئين؛ المال والفتوى، وهذا ماقدمته هذه الدول على طبقٍ من ذهب، مٰقابل تكتيم الرأي العام العالمي، عن مايدور في دولهم.
هُناك، في ٢٠١٠ دعمت امريكا وأسرائيل حكام الخليج، أولاً لأنهم لا يشكلون خطراً عليها، وأخيراً لأنها تحتاجهم في تنفيذ أجندات صهيونية في المنطقة، أفتتحوها بداعش، وأمتدت للقتل والتهجير وأشعال الحرب المذهبية.
ذلك كُله لَم يُسكت صوت المعارضة في الخليج، بَل أنها بدأت تتضاعف أعداداً وتأثيراً، ما دفع بَعض 
المنظمات الدولية أدانة الأنتهاكات بحق المتظاهرين، والمطالبة بتلبية مطالبهم.
السُعودية أخطأت مرة أخرى كعادتها، وهي في الوقت الذي تتزعم فيه دول الخليج، أعطت الأذن بأنهاء حكم العوائل الغاصبة لحق الشعوب، فهي أشعلت "بو عزيزي" جديد، كُل جُرمه أنه طالب بُحقوق المهمشين!
هذه المرة الحال ليس كسابقه، كفة الشُعوب المُنتفضة أثقل وزناً، لعدة أسباب منها؛ أن دول الخليج تَتعرض مُنذ مُدة لأنتقادت دولية لاذعة، وأنها مشغولة بحرب اليمن، ودعمها لحركات التطرف في العراق.
هذه الأمور تَجعل دول الخليج أضعف من السابق، أو أضعف معَ مقارنتها بالدكتاتوريات السابقة، للدول العربية، إضافة إلى إن تظاهرات شعوب الخليج، تتفوق على تلك في الربيع العربي، إذا ما قِيس عُمق تنظيم الحركات الداعية للتظاهر، ووجودها الشعبي، وتواجد القيادات المؤثرة، على عكس تلك العشوائية والفاقدة للشخصيات القيادية.
الجانب الأخر؛ أمريكا وحلفاؤها سيجدون أنفسهم في خانة حرجة، فأما يؤيدوا حُرية الشُعوب كما يدعي أعلامهم، أو يستمرون بدعم حكام الخليج، بالتالي سيجدون أنفسهم بمواجهة الرأي العام، الذي كشف دعم هذه الأنظمة للمجاميع المُتطرفة.
ما يدور الآن في الساحة يُبشر بربيع خليجي، يقضي على حُكم العوائل المُستبدة، وسط جزع "بان كي مون"، ورضوخ الولايات المُتحدة.
هذا الربيع؛ سيكون نقطة تحول في المِنطقة، سيكون شبيهاً إلى حدٍ ما بتجربة العراق من جهة، والربيع العربي من جهة أخرى، فيما يحتلُ موقعاً بينهما، سيكتب لثوراتها النجاح، بعيداً عن تدخل الغرب المغرض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك