التقارير

السعودية وتحالفها ضد الإرهاب.. نكتة أم لعبة؟

2804 2015-12-25

زيد شحاثة
أثار إعلان السعودية, عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب, دهشة كثير من المراقبين والمحللين السياسيين, لما يمثله من تناقض صادم بين الأهداف المعلنة, وما يحصل على أرض الواقع, بشكل يكاد يجعله نكتة.
مما لا يحتاج إلى جدل كبير, إثبات حقيقة, أن التنظيمات الأصولية والمتطرفة, تستند على ثلاثة أركان.. فكر متشدد, وتمويل مالي جيد, ودعم عقول مخابراتية متمكنة, لينشأ ويدار لاحقا, ويوضع على الطريق  المرسوم له, ليستمر فيه, ولنا في تنظيم القاعدة, وكيف أنشأته أمريكا والسعودية, لمحاربة السوفيات حينها, دليل واضح وموثق.
خلال تدريب, على مكافحة الحرائق, تعلمنا أن النار تحتاج إلى ثلاثة أركان لتنشب, هي الوقود والحرارة والهواء, فان نجحنا في إزالة ركن منها, ستطفأ النار فورا, وكل طرق وأليات مكافحة الحرائق, تعتمد على هذه المبدأ.
اعتمدت كل التنظيمات الإرهابية, على الفكر الوهابي, ومراجعه الفكرية وتوابعها, وما طرحه فقهائه من أفكار منحرفة تكفر الأخر, كأيدلوجيا تبرر فكرهم وتصرفاتهم, وتمويل ضخم منبعه, معظم دول الخليج الغنية, على الأقل في جزئه المعلن, ودعم مخابراتي, طال الإتهام فيه, بالإضافة إلى دول الخليج, تركيا والأردن, وبعض الدول الكبرى.
حوادث كثيرة, ومواقف بعضها, موثق ومصور, بما لا يدع مجالا للشك, أن هناك دعما واضحا, أو سكوتا مريبا, عن النشاط الإرهابي في المنطقة, لأغراض تتعلق بتصفية حسابات, أو دفاعا عن مصالح, أو مناطق نفوذ, أو بغض طائفي, مع الخصوم في المنطقة, وتحديدا العراق وإيران.. وتخوف السعودية ومن خلفها, من " المد الشيعي", كما يطلقون عليه, والذي بدء يتغلغل في مختلف دول العالم.
من يقرأ واقع الدول التي تشكل منها هذا التحالف, سيقسمها إلى صنفين, أولهما دول هامشية, لا أثر لها, أو قدرة على محاربة الإرهاب, وإلا من يعرف كم جنديا تملك دولة مثل بنين؟! وماذا عن فلسطين؟!.. وأخرى اقل ما يقال عنها, أنها متهمة بدعم الإرهاب أو تمويله, وتدور حولها شبهات كبيرة, في أيجاد تلك التنظيمات لأهداف معروفة.
تحاول السعودية أن تدفع عنها تهمة الإرهاب, بهذا التحالف, وهذه لعبة إعلامية سياسية, فارغة المحتوى, ولن تنتج أثرا, على أرض الواقع, إلا إن تخلت عن تبني الفكر الوهابي المنحرف, وهذا ما لن يحصل, فهو أحد اهم, أسباب وجودها وبقائها, كدولة وعائلة حاكمة.
داعش وأمثالها, دمى كبيرة, لكنها تحرك من خلال خيوط, بيد لاعبين محترفين, فان كانت هناك رغبة, للإيقاف تلك الدمى, فما على من يحركها, إلا أن يقطع تلك الخيوط.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك