التقارير

إرتباك السلطان العثماني من غضب القيصر/ واثق الجابري

1459 2015-11-30

فوز الرئيس التركي اردوغان إنتخابياً؛ لا يمكن ان يكون العامل الوحيد لإتخاذه خطوة بمنتهى الخطورة؛ بإسقاط الطائرة الروسية، وليس من المعقول أن يكون بهذا الغباء، الذي يكشف عن تعاونه مع داعش، أو اللعب على التناقضات لإبعاد شبح المعارضة المسلحة الداخلية، والإستفادة من النفط المهرب نتيجة فوضى المنطقة.  نجاح حزب أردوغان في الإنتخابات التشريعية، ليس سبب كافي لإعطاء القوة؛ لتجاوز الدب الروسي وتحدي القيصر.
 صرح الرئيس التركي في آخر ردة فعل بعد إسقاط الطائرة الروسي: "تركيا ستدافع عن أمنها ومصالحها وأمن ومصالح حلفائها"،  وبالطبع هذا تراجع عن موقف القوة والإحتماء بالحلفاء بمختلف توجهاتهم، ويقصد القوى التي أشير لها بالإرهاب: الجماعات التركمانية الإنفصالية، الجيش الحر، جبهة النصرة، داعش، وبقية الأطراف السائبة التي لها علاقة بالعمليات المسلحة في المنطقة، مع بقاء حلفه مع الناتو؟!
إستدرك ادوغان الخطورة مبكراً وحاول الإتصال بالرئيس الروسي، ولكن الأخير لم يرد على هاتف الأول رغم تكرار الإتصال، ولا يريد سماع  تبريرات بعد فوات الأوان، بعد أن وضعت تركيا نفسها في موقع الإسناد للإرهابين، وشراء كميات كبيرة من النفط المهرب، ودعم السلاح والإعلام لبعض الفصائل من الحكومة التركية أو من حلفائها كقطر، وتسهيل التنقل  والعلاج بإشراف جهاز المخابرات، وصمت إستخباري عن داعش، من قبل سقوط مدن في العراق الى الحاضر.
تأوي تركيا بحدود مليون ونصف لاجيء سوري، وتسعى مع حلف الناتو وحلفائها السعودية وقطر؛ لإقامة مناطق آمنة على إمتداد حدود متوغلة في الأراضي السورية؛ لتؤمن لحلفائها والناتو عملية إنتقال الفصائل المسلحة، ما يضمن لها نفوذ وسيطرة وتأثير في التحالفات؟! ويأتي إسقاط الطائرة الروسية بذريعة فصل فصائل تسميها معارضة للنظام السوري عن داعش، والحقيقة لمنع تقدم القوات الحكومية وضربات الروس؛ من عمق إستراتيجي للمخططات التركية وحلفائها، وتأمين وصول شاحنات النفط لتركيا.
إن تنامي القوة الحكومية السورية، وصلابة وجدية الموقف الروسي في ضرب داعش والقوى الإرهابية الآخرى، لن يدع المجال لما تخطط له تركيا، ويبدو  أن الروس عازمون على الرد بقوة على التصرف التركي، وحزموا أمرهم لتنظيف الحدود التركية، وكسب جبل التركمان الى شمال حلب، وقطع الإمداد التركي، بعد حصر الإرهابين في الرقة، ودفع الجيش والقوات الكردية بإتجاه الحسكة وعين العرب، ومناطق شرق الفرات المحاذية لتركيا، وتضيق الخناق على التدخل التركي، وأن أردوغان فهم رسالة بوتين بالرد على إسقاط الطائرة الروسية، ولا مجال للمبررات.
 الإرضية التركية هشة، لا تتحمل ضرب مشاريعها الإقتصادية في روسيا وبلدان حليفة لها، وستنعكس على السياحة والإنتصار الإنتخابي.
طعن الإتراك روسيا من الخلف، وبالغوا بالإساءة وجرح الدب وكرامة القيصر، وتراكمت التهديدات، بما يدعو الروس لإختيار الزمان والمكان وعدم الإنتظار، ويبدو أن أمريكا تجيد فن التوريط، ونجحت في إيقاع تركيا، بعد أن طلب الحلفاء الهدوء، ولم يبرروا موقف السلطان العثماني؟! وأما لجوءه للناتو تعبير عن خوف وإرتباك من الغضب الروسي، أو كما سماه  فلاديمير بوتين، محاولة لجرَ الناتو؛ الى تحمل تمادي تركيا وظهر داعش؟!
واثق الجابري
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك