التقارير

احمد الجلبي آخر أعداء البعث المخلصين

2517 13:26:41 2015-11-03

عبدالله الجيزاني
رحل احمد الجلبي، بعد أن أمضى شطر كبير من عمره، معارضا لنظام البعث بشراسة، استثمر علاقاته مع مؤسسات الحكم في أمريكا لإقناعهم، بإسقاط نظام البعث الصدامي، استخدم كل الأساليب لهذا الغرض.
فتح في الانتفاضة الشعبانية مكتب في كوردستان، لاستقبال الهاربين من حجيم البعث، استعان بوسائل الاعلام العالمية، لغرض نشر معاناة الشعب العراقي، مازالت صورة الشاب الذي قطع فدائيو صدام لسانه، الذي قام الجلبي بعرضه على وسائل الاعلام العالمية، ثم نشر فلم هذا اللقاء ووصل الى بغداد،
الجلبي عاد إلى بغداد، مع أول لحظات دخول القوات الأمريكية المحتلة إلى العراق، اتهم بعد اختلافه مع الأمريكان، بتهم مجهولة، ومحط شك، لأسباب لا تحتاج عناء لمعرفتها، فهو واحد من اشد معارضي البعث الصدامي، ثم اختلف مع الأمريكان، إضافة لشيعيته البارزة، اجتمع إعلام البعث والأمريكان والطائفيين ضد شخص الجلبي، كحال تيارات وأحزاب، كانت معارضة لنظام البعث الصدامي بصدق، واجتمعت عليها نفس الأجندات أعلاه. 
ما يؤلم في مسيرة الجلبي بعد التغيير، خروج تظاهرات ضده، تردد تهم رددها البعث المجرم والطائفيين، كاتهامه ببنك البتراء، الذي اتضح لاحقا، أن الجلبي في هذه القضية مسروق وليس سارق، مما اضطر الحكومة الأردنية، الطلب من شخصيات سياسية عراقية بارزة، للتوسط لدى الجلبي لإغلاق قضية بنك البتراء، الذي راد منه الأردنيين والبعث المجرم، أن يكون وسيط، لتوريد الأسلحة لنظام صدام في حربه ضد الجمهورية الإسلامية لإبادة الشيعة، لذا وقف الجلبي ضد هذه العملية، مما اضطرهم لترتيب تهمة سرقة البنك ضده. 
يؤلم أن يردد ضحايا البعث الصدامي اتهاماته، ضد الجلبي الذي دفع ثمن الدفاع عنهم من سمعته واسمه، كما فعل بعض من هؤلاء الضحايا مع كيانات وتيارات معارضة أخرى، بإعادة اتهماهما بما أتهمها البعث الصدامي والإعلام الطائفي.
رحيل الجلبي الذي لم يأخذ فرصته، ليعبر عن قدرته في خدمة الشعب، الذي ضحى لآجلة بالكثير، يعني رحيل قامة من قامات العراق، سجل تاريخها الشخصي والأسري مواقف جليلة في خدمة العراق وأهله، مازالت مطحنة الجلبي ومنطقة البستان، شاهد على عطاء آل الجلبي للعراق وشعبه، مازالت الذاكرة، تحفظ للجلبي الأب، تحمل رواتب موظفي الدولة العراقية، بعد إعلان النظام الجمهوري، مازال قضاء الدجيل في صلاح الدين، شاهد على تسخير آل الجلبي أموالهم، لخدمة العراق بصورة عامة، والشيعة بصورة خاصة.
رحل الجلبي؛ ورحلت معه حقبة مهمة من تاريخ جهاد الشعب العراقي ضد الظلم، كان فيها مرتكز مهم، رحيل الجلبي سيدفع من تظاهروا ضده، مع أول لحظات دخوله العراق، لذكر محاسنه، كعادتهم مع قامات وشخصيات أخرى رحلت، حاربوها وشتموها، بترديد تهم أعدائهم وأعدائها، ليعودوا لذكر محاسنهم بعد رحيلهم. 
آه يا شعبي؛ الذي ما أدركت يوما قادتك المخلصين، وكنت دوما صدى لأصوات أعدائك. 
رحل الجلبي؛ دون أن يتمكن من تحقيق حلمه للشعب العراقي، بعد أن تولى الحكم من كان في مصطبة احتياط البعث بصورة أو أخرى، رحم الله الجلبي، وأعطاه على قدر أعماله ونواياه....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك