التقارير

احمد الجلبي آخر أعداء البعث المخلصين

2730 2015-11-03

عبدالله الجيزاني
رحل احمد الجلبي، بعد أن أمضى شطر كبير من عمره، معارضا لنظام البعث بشراسة، استثمر علاقاته مع مؤسسات الحكم في أمريكا لإقناعهم، بإسقاط نظام البعث الصدامي، استخدم كل الأساليب لهذا الغرض.
فتح في الانتفاضة الشعبانية مكتب في كوردستان، لاستقبال الهاربين من حجيم البعث، استعان بوسائل الاعلام العالمية، لغرض نشر معاناة الشعب العراقي، مازالت صورة الشاب الذي قطع فدائيو صدام لسانه، الذي قام الجلبي بعرضه على وسائل الاعلام العالمية، ثم نشر فلم هذا اللقاء ووصل الى بغداد،
الجلبي عاد إلى بغداد، مع أول لحظات دخول القوات الأمريكية المحتلة إلى العراق، اتهم بعد اختلافه مع الأمريكان، بتهم مجهولة، ومحط شك، لأسباب لا تحتاج عناء لمعرفتها، فهو واحد من اشد معارضي البعث الصدامي، ثم اختلف مع الأمريكان، إضافة لشيعيته البارزة، اجتمع إعلام البعث والأمريكان والطائفيين ضد شخص الجلبي، كحال تيارات وأحزاب، كانت معارضة لنظام البعث الصدامي بصدق، واجتمعت عليها نفس الأجندات أعلاه. 
ما يؤلم في مسيرة الجلبي بعد التغيير، خروج تظاهرات ضده، تردد تهم رددها البعث المجرم والطائفيين، كاتهامه ببنك البتراء، الذي اتضح لاحقا، أن الجلبي في هذه القضية مسروق وليس سارق، مما اضطر الحكومة الأردنية، الطلب من شخصيات سياسية عراقية بارزة، للتوسط لدى الجلبي لإغلاق قضية بنك البتراء، الذي راد منه الأردنيين والبعث المجرم، أن يكون وسيط، لتوريد الأسلحة لنظام صدام في حربه ضد الجمهورية الإسلامية لإبادة الشيعة، لذا وقف الجلبي ضد هذه العملية، مما اضطرهم لترتيب تهمة سرقة البنك ضده. 
يؤلم أن يردد ضحايا البعث الصدامي اتهاماته، ضد الجلبي الذي دفع ثمن الدفاع عنهم من سمعته واسمه، كما فعل بعض من هؤلاء الضحايا مع كيانات وتيارات معارضة أخرى، بإعادة اتهماهما بما أتهمها البعث الصدامي والإعلام الطائفي.
رحيل الجلبي الذي لم يأخذ فرصته، ليعبر عن قدرته في خدمة الشعب، الذي ضحى لآجلة بالكثير، يعني رحيل قامة من قامات العراق، سجل تاريخها الشخصي والأسري مواقف جليلة في خدمة العراق وأهله، مازالت مطحنة الجلبي ومنطقة البستان، شاهد على عطاء آل الجلبي للعراق وشعبه، مازالت الذاكرة، تحفظ للجلبي الأب، تحمل رواتب موظفي الدولة العراقية، بعد إعلان النظام الجمهوري، مازال قضاء الدجيل في صلاح الدين، شاهد على تسخير آل الجلبي أموالهم، لخدمة العراق بصورة عامة، والشيعة بصورة خاصة.
رحل الجلبي؛ ورحلت معه حقبة مهمة من تاريخ جهاد الشعب العراقي ضد الظلم، كان فيها مرتكز مهم، رحيل الجلبي سيدفع من تظاهروا ضده، مع أول لحظات دخوله العراق، لذكر محاسنه، كعادتهم مع قامات وشخصيات أخرى رحلت، حاربوها وشتموها، بترديد تهم أعدائهم وأعدائها، ليعودوا لذكر محاسنهم بعد رحيلهم. 
آه يا شعبي؛ الذي ما أدركت يوما قادتك المخلصين، وكنت دوما صدى لأصوات أعدائك. 
رحل الجلبي؛ دون أن يتمكن من تحقيق حلمه للشعب العراقي، بعد أن تولى الحكم من كان في مصطبة احتياط البعث بصورة أو أخرى، رحم الله الجلبي، وأعطاه على قدر أعماله ونواياه....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك