التقارير

طبيب بيطري أرغمه خاطفوه على النوم في قبر

2785 2015-10-16

حيدر الجزائري / المربد

التفَّ الأهل والجيران والأصدقاء حول الطبيب البيطري مشتاق الحلفي من أهالي البصرة، بحفاوة يحمدون الله على سلامته، لا لأنه عاد من سفرٍ، أو تعافى من وعكةٍ صحيةٍ ألمت به، بل لأن حياة جديدة كتبت له حينما أخلت عصابة خطف سبيله.

رحلة الخطف القسرية التي دامت يومين كان لها طعم العلقم المرير بفم طبيب على كبر سنه (55 عاماً)، كاد أن يقتل ويرمى في مكان مجهول في مناطق نائية بأهوار شمال البصرة، لولا أن عتقت رقبته فدية مالية إنتهت بعد التفاوض بــ10 آلاف دولار، كما روى لراديو المربد.

حكاية الطبيب الحلفي بدأت حينما كان يهم بالعودة مساء يوم الجمعة الماضية إلى داره في منطقة الهندية وسط المحافظة، وإقتربت منه سيارة حمراء (بيك أب) فيها ثلاثة أشخاص يرتدون الزيّ العربي الـ(دشداشة)، طلبوا منه معالجة حيوانٍ لهم، وما أن إتفق معهم وسارت بهم السيارة بدقائق، حتى شهروا السلاح بوجهه وعصبوا عينيه وأغلقوا فمه بـ(كـرة) وقيدوا يديه، ووضعه أحدهم تحت قدميه في المقعد الخلفي ليخفوا ضحيتهم التي مرّوا بها على السيطرات بكل سلاسة، والخاطفون يلقون التحية وعناصر الشرطة ترد بـ"تفضلوا خويه"، كما قال الحلفي.

المحطة الأولى للخاطفين كانت منطقة (أبو صخير) القريبة من بوابة البصرة الشمالية، بعدها استبدلوا السيارة بأخرى دون أن يشخصها، ثم انطلقوا من جديد إلى وجهةٍ جديدةٍ لم يعرفها حتى استقروا فيها وأبصر النور من جديد في منطقة قال إنها جزء من أهوار شمال المحافظة.

ويبين الحلفي انه طُرح في زورقٍ (شختورة) ووجهه إلى السماء التي ظَل يحسب نجومها، وبحدود الساعة الثانية من الليلة ذاتها اتصلوا هاتفياً بعائلته وأبلغوهم أن رب بيتهم تحت رحمتهم، وسيقتل قريباً أو تنقذ حياته فدية قدرها 50 ألف دولار، غير إن العائلة أكدت عدم قدرتها على دفع ذلك المبلغ، فيما رد الخاطفون "بيعوا سياراتكم وبيتكم بدون تأخير".

وما أن أشرقت شمس صباح يوم السبت حتى نقله الخاطفون من (الشختورة) إلى مكان آخر محفور على شكل قبر، ورموا الطبيب المخطوف في (القبر قبل موته) طيلة النهار، لكنه يستدرك أن الخاطفين إهتموا بصحته وأحضروا له دواء مرض السكري وواظبوا على أن يتناوله بحرص حسب مواقيت العلاج، وهكذا بقى يتنقل بين اليابسة والماء حتى حلّ يوم الأحد، يوم الخلاص الموعود الذي تشددوا فيه عليه وقيدوه بالسلاسل التي جرحت معصمه الأيمن بسبب بث راديو المربد خبراً عن اختطافه، وفقاً لقوله.

صيتُ الأطباء وإمكانياتهم المادية بات يستهوي عصابات الخطف مؤخراً في البصرة، وجعلهم فرائس لمفاوضات تشترط فديةً بالدولار حصراً، غير أن الحلفي ورغم شهرته كطبيب بيطري لم يحرز ثروة تنجيه من شفا جرف الموت، مادفع زملاءه وأصدقائه وأهله وجيرانه أن يؤازروه ويدفعوا عن عياله مصيبةً حلّت عليهم بشكلٍ مفاجئ، وجمعوا مبلغاً أضافوه على مبلغ أحد سيارات أبناءه بيعت على عجالة.

ويتابع انه وبعد المفاوضات إقتنع الخاطفون بـ10 آلاف دولار، وسط التهديد والوعيد بقرب موعد قتل الطبيب الذي لفت إلى انه "ضحيةً بين مجموعة أطباء مختطفين في قلب الأهوار "ينتظرون وقت الفكاك وعتق الرقاب، وبالفعل حانت تلك الساعة ووصل المبلغ إلى العصابة وأطلقوا سراحه في أحداث دراماتيكية فضّل عدم ذكر تفاصيلها.

 لكن ختام حديثه كان ناقماً بشدة على الأجهزة الأمنية والسيطرات التي وصفها بـ"الشكلية ولا جدوى منها" وكانت له صدمة أكثر من عملية الخطف ذاتها، فيما حمّل السلطات الأمنية مايتعرض له الأطباء من خطف يجري بـ"نسق متزنٍ دون رادع".

ورغم ما جرى عليه قال "سأعود بعد النقاهة والراحة إلى حياتي من جديد ولا أفكر بالهجرة التي باتت حلاً وحيداً لخلاص الأطباء والكفاءات بشكل عام، وسط التدهور الأمني الذي يُسجل للبصرة والعراق".

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك